٢٠يوسف : ٢٠ وشروه بثمن بخس . . . . . يقول اللّه تعالى : وشروه ، يعنى وباعوه بثمن بخس بثمن حرام لا يحل لهم بيعه ؛ لأنهُ حُر ، وثمن الحر حرام وبيعه حرام دراهم معدودة ، وهي عشرون درهماً ، وكانت العرب تبايع بالأقل ، فإذا كانت أربعين فهي أوقية ، وما كان دون الأربعين ، فهي دراهم معدودة وكانوا فيه ، يعنى الذين باعوه كانوا في يوسف من الزاهدين [ آية : ٢٠ ] حين باعوه ، ولم يعلموا منزلة يوسف عند اللّه ، ومن أبوه ، ولو علموا ذلك ما باعوه . فانطلق القوم حتى أتوا به مصر ، فبينا هو قريب منها ، إذ مر براكب منها يقال له : مالك بن دعر اللخمي ، قال له يوسف : أين تريد أيها الراكب ؟ قال : أريد أرض كنعان ، قال : إذا أتيت كنعان ، فأت الشيخ يعقوب فأقرئه السلام ، وصفني له ، وقل له : إني لقيت غلاماً بأرض مصر ، ووصفه له ، وهو يقرئك السلام ، فبكي يعقوب ، عليه السلام ، ثم قال : هل لك إلى اللّه حاجة ؟ قال : نعم ، عندي امرأة ، وهي من أحب الخلائق إلي ، لم تلد مني ولداً قط ، فوقع يعقوب ساجداً ، فدعا اللّه ، فولد له أربعة وعشرون ذكراً ، وكان يوسف ، عليه السلام ، بأرض مصر ، فأنزل اللّه عليهم البركة ، ثم باعه المشتري من قطفير بن ميشا ، فقال يوسف : من يشتري ويبشر ، فاشتراه قطفير بن ميشا بعشرين ديناراً وزيادة حلة ونعلين ، وأخذ البائع قيمة الدنانير دراهم . |
﴿ ٢٠ ﴾