١٣الرعد : ١٣ ويسبح الرعد بحمده . . . . . ويسبح الرعد بحمده ، يقول : ويذكر الرعد بأمره يحمده ، والرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد ، وهو موكل بالسحاب ، صوته تسبيحه ، يزجر السحاب ويؤلف بعضه إلى بعض ، ويسوقه بتسبيحه إلى الأرض التى أمر اللّه تعالى أن تمطر فيها ، ثم قال : و تسبح والملئكة بزجرته من خيفته ، يعنى من مخافة اللّه تعالى ، فميز بين الملائكة وبين الرعد ، وهما سواء كما ميز بين جبريل وميكائيل في البقرة ، وكما ميز بين الفاكهة ، وبين النخل والرمان وهما سواء . ثم قال : ويرسل الصوعق ، هذا أنزل في أمر عامر ، والأربد بن قيس ، حين أراد قتل النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وذلك أن عامر بن الطفيل العامرى دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : أسلم على أن لك المدر ولى الوبر ؟ فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : ′ إنما أنت امرؤ من المسلمين ، لك ما لهم ، وعليك ما عليهم ′ ، قال : فلك الوبر ولى المدر ، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم مثل ذلك ، قال : فلى الأمرين من بعدك ، قال له النبي صلى اللّه عليه وسلم مثل قوله الأول : ′ لك ما لهم ، وعليك ما عليهم ′ ، فغضب عامر ، فقال : لأملانها عليك خيلاً ، ورجالاً ، ألف أشقر ، عليها ألف أمرد . ثم خرج مغضباً ، فلقى ابن عمه أربد بن قيس العامرى ، فقال عامر لأربد : ادخل بنا على محمد ، فألهيه في الكلام ، وأنا أقتله ، وإن شئت ألهيته بالكلام وقتلته أنت ، قال أربد : ألهه أنت وأنا أقتله ، فدخلا على النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فأقبل عامر إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يحدثه وهو ينظر إلى أربد متى يحمل عليه فيقتله ، ثم طال مجلسه ، فقام عامر وأربد فخرجا ، فقال عامر لأربد : ما منعك من قتله ؟ قال : كلما أرادت قتله وجدتك تحول بيني وبينه ، وأتى جبريل النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فأخبره بما أرادا ، فدعا النبي صلى اللّه عليه وسلم عليهما ، فقال : ′ الهم اكفني عامراً وأربدا ، واهد بني عامر ′ ، فأما أربد ، فأصابته صاعقة فمات ، فذلك قوله تعالى : ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشآء ، يعني أربد بن قيس وهم يجدلون في اللّه ، يعني يخاصمون في اللّه . وذلك أن عامراً قال للنبي صلى اللّه عليه وسلم : أخبرني عن ربك ، أهو من ذهب ، أو من فضة ، أو من نحاس ، أو من حديد ، أو ما هو ؟ فهذا القول خصومته ، فأنزل اللّه تعالى : قل هو اللّه أحد اللّه الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد [ سورة الإخلاص ] ، يقول : ليس هو من نحاس ولا من غيره ، وسلط اللّه عليه الطاعون في بيت امرأة من بني سلول ، فجعل يقول : عامر قتيل بغير سلاح ، غدة كغدة البعير ، وموت في بيت سلولية ، أبرز يا ملك الموت حتى أقاتلك : فذلك قوله : وهو شديد المحال [ آية : ١٣ ] ، يعنى الرب تعالى نفسه ، يعني شديد الأخذ إذا أخذ ، نزلت في عامر بن الطفيل ، وأربد بن قيس . |
﴿ ١٣ ﴾