١١

الأحزاب : ١١ هنالك ابتلي المؤمنون . . . . .

يقول جل ثناؤه : هنالك يعني عند ذلك ابتلي المؤمنون بالقتال والحصر

 وزلزلوا زلزالا شديدا [ آية : ١١ ] لما رأى اللّه عز وجل ما فيه المؤمنون من الجهد

والضعف بعث لهم ريحاً وجنوداً من الملائكة ، فأطفأت الريح نيرانهم ، وألقت أبنيتهم ،

وأكفأت قدورهم ونزعت أوتادهم ، ونسفت التراب في وجوههم ، وجالت الدواب

بعضها في بعض ، وسمعوا تكبير الملائكة في نواحي عسكرهم فرعبوا ، فقال طليحة بن

خويلد الأسدي : إن محمداً قد بدأكم بالشر ، فالنجاة النجاة ، فنادى رئيس كل قوم

بالرحيل ، فانهزموا ليلاً بما استخفوا من أمتعتهم ، ورفضوا بعضها لا يبصرون شيئاً من

شدة الريح والظلمة ، فانهزموا فذلك قوله عز وجل : ورد اللّه الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى اللّه المؤمنين القتال بالريح والملائكة وكان اللّه قوياً

عزيزاً [ الأحزاب : ٢٥ ] يعني منيعاً في ملكه حين هزمهم .

﴿ ١١