٥٥ سورة الرحمنمكية ، عددها ثمان وسبعون آية كوفى ١الرحمن : ١ الرحمن قوله : الرحمن [ آية : ١ ] وذلك أنه لما نزل : اسجدوا للرحمن [ الفرقان : ٦٠ ] قال كفار مكة : وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا [ الفرقان : ٦٠ ] ، فأنكروا الرحمن ، و لا نعرف الرحمن ، فأخبر اللّه تعالى عن نفسه ، وذكر صنعه ليعرف فيوحد ، فقال : الرحمن الذي أنكروه هو الذي ٢علم القرآن علم القرءان ٣خلق الإنسان [ آية : ٣ ] يعني آدم ٤الرحمن : ٤ علمه البيان علمه البيان [ آية : ٤ ] يعني بيان كل شئ . ٥الرحمن : ٥ الشمس والقمر بحسبان الشمس والقمر بحسبان [ آية : ٥ ] مطالعهما ومغاربهما ثمانين ومائة مطلع ، وثمانين ومائة مغرب ، لتعلموا بها عدد السنين والحساب . ٦الرحمن : ٦ والنجم والشجر يسجدان ثم قال : والنجم يعني كل نبت ليس له ساق والشجر كل نب له ساق يسجدان [ آية : ٦ ] يعني سجودهما ظلهما طرفي النهار حين نزول الشمس ، وعند طلوعها إذا تحول ظل الشجرة فهو سجودها ، ثم قال : ٧الرحمن : ٧ والسماء رفعها ووضع . . . . . ٢ والسماء رفعها من الأرض مسيرة خم مائة عام ووضع الميزان [ آية : ٧ ] الذي يزن به الناس وضعه اللّه عدلاً بين الناس ٨الرحمن : ٨ ألا تطغوا في . . . . . ٢ ألا تطغوا في الميزان [ آية : ٨ ] يعني ألا تظلموا في الميزان ٩الرحمن : ٩ وأقيموا الوزن بالقسط . . . . . ٢ وأقيموا الوزن بالقسط يعني اللسان بالعدل ولا تخسروا يعني ولا تنقصوا الميزان ١٠الرحمن : ١٠ والأرض وضعها للأنام والأرض وضعها للأنام [ آية : ١٠ ] يعني للخليقة من أهل الأرض ١١الرحمن : ١١ فيها فاكهة والنخل . . . . . ٢ فيها يعني في الأرض فاكهة والنخل ذات الأكمام [ آية : ١١ ] يعني ذات الأجواف ، مثل قوله : وما تخرج من ثمرات من أكمامها [ فصلت : ٤٧ ] ، يعني البر والشعير . ١٢الرحمن : ١٢ والحب ذو العصف . . . . . والحب فيها يعني في الأرض أيضاً ، الحب : يعني البر والشعير ذو العصف يعني ورق الزرع الذي يكون فيه الحب والريحان [ آية : ١٢ ] يعني الرزق نظيرها في الواقعة فروح وريحان [ الواقعة : ٨٩ ] يعني الرزق بلسان حمير الذي يخرج من الحب من دقيق أو سوابق ، أو غيره . ١٣الرحمن : ١٣ فبأي آلاء ربكما . . . . . فذكر ما خلق من النعم ، فقال : فبأئ ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ١٣ ] يعني الجن والإنس ، يعني فبأي نعماء ربكما تكذبان بأنها ليست من اللّه تعالى . ١٤الرحمن : ١٤ خلق الإنسان من . . . . . ثم قال : خلق الإنسان يعني آدم ، عليه السلام من صلصلٍ يعني من تراب الرمل ، ومعه الطين الحر ، قال ابن عباس : الصلصال : الطين الجيد إذا ذهب عنه الماء ، فتشقق ، فإذا تحرك تقعقع ، وأما قوله : كالفخار [ آية : ١٤ ] يعني هو بمنزلة الفخار من قبل أن يطبخ ، يقول : كان ابن آدم من قبل أن ينفخ فيه الروح بمنزلة الفخار أجوف ١٥الرحمن : ١٥ وخلق الجان من . . . . . ٢ وخلق الجان يعني إبليس من مارج من نار [ آية : ١٥ ] يعني من لهب النار صاف ليس له دخان ، وإنما سمى الجان لأنه من حي من الملائكة ، يقال لهم : الجن ، فالجن الجماعة ، والجان الواحد ، وكان حسن خلقهما من النعم . فمن ثم قال : ١٦الرحمن : ١٦ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء يعني نعماء ربكما تكذبان [ آية : ١٦ ] . ١٧الرحمن : ١٧ رب المشرقين ورب . . . . . رب المشرقين مشرق أطول يوم في السنة ، وهو خمس عشرة ساعة ، ومشرق أقصر يوم في السنة ، وهو تسع ساعات ورب المغربين [ آية : ١٧ ] يعني مغاربهما يعني مغرب أطول ليلة ويوم في السنة ، وأقصر ليلة ويوم في السنة فهما يومان في السنة ، ثم جمعهما ، فقال : رب المشارق والمغارب ٢ ١٨الرحمن : ١٨ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ١٨ ] أنها ليست من اللّه تعالى . ١٩الرحمن : ١٩ مرج البحرين يلتقيان قوله : مرج البحرين يعني خلع البحرين ماء المالح ، وماء العذب خلع أحدهما على الآخر يلتقيان [ آية : ١٩ ] . قال أبو محمد : قال أبو العباس أحمد بن يحيى : مرج يعني خلق . وقال الفراء : مرج البحرين يعني أرسلهما . وقال أبو عبيدة : مجازه مرجت الدابة ، أي خلعت عنقها . ٢٠الرحمن : ٢٠ بينهما برزخ لا . . . . . بينهما برزخ يعني حاجزاً حجز اللّه أحدهما عن الآخرة بقدرته ف لا يبتغيان [ آية : ٢٠ ] يعني لا يبغي أحدهما على الآخر ، فلا يختلطان ولا يتغير طعمهما ، وكان هذا من النعم ، فلذلك قال : ٢١الرحمن : ٢١ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما يعني فبأي نعماء ربكما تكذبان [ آية : ٢١ ] أنها ليست من اللّه تعالى ٢٢الرحمن : ٢٢ يخرج منهما اللؤلؤ . . . . . يخرج منهما من الماءين جميعاً ، ماء الملح ، وماء العذب ، ومن ماء السماء اللؤلؤ الصغار والمرجان [ آية : ٢٢ ] يعني الدر العظام ٢٣الرحمن : ٢٣ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء يعني نعماء ربكما تكذبان [ آية : ٢٣ ] فهذا من النعم . ٢٤الرحمن : ٢٤ وله الجوار المنشآت . . . . . قوله : وله الجوار يعني السفن المنشئات يعني المخلوقات في البحر كالأعلام [ آية : ٢٤ ] يعني كالجبال يشبه السفن في البحر كالجبال في البر ، فكانت السفن من النعم ، ثم قال : ٢٥الرحمن : ٢٥ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٢٥ ] يعني نعماء ربكما تكذبان ، قوله : ٢٦الرحمن : ٢٦ كل من عليها . . . . . كل من عليها فانٍ [ آية : ٢٦ ] يعني من على الأرض من الحيوان ، فإن يعني هالك ٢٧-٢٨الرحمن : ٢٧ - ٢٨ ويبقى وجه ربك . . . . . ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فبأي ءالاء يعني نعماء ربكما تكذبان [ آية : ٢٨ ] فلما نزلت هذه الآية ، قالت الملائكة الذين في السماء : هلك أهل الأرض العجب لهم كيف تنفعهم المعيشة حتى أنزل اللّه تعالى في القصص : كل شئ هالك إلا وجهه [ القصص : ٨٨ ] ، يعني كل شئ من الحيوان في السماوات والأرض يموت إلا وجهه يقول : إلا اللّه ، فأيقنوا عند ذلك كلهم بالهلاك . ٢٩الرحمن : ٢٩ يسأله من في . . . . . قوله : يسئله من في السموات والأرض يعني يسأل أهل الأرض اللّه الرزق ، وتسأل الملائكة أيضاً لهم الرزق والمغفرة كل يوم هو في شأن [ آية : ٢٩ ] وذلك أن اليهود قالت : إن اللّه لا يقضي يوم السبت شيئاً ، فأنزل اللّه : كل يوم هو في شأن يوم السبت وغيره ، وشأنه أنه يحدث في خلقه ما يشاء من خلق ، أو عذاب ، أو شدة ، أو رحمة ، أو رخاء ، أو رزق ، أو حياة ، أو موت ، فمن مات محى اسمه من اللوح المحفوظ ٣٠الرحمن : ٣٠ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٣٠ ] يعني نعماء ركماً تكذبان أنها ليست من اللّه تعالى . ٣١الرحمن : ٣١ سنفرغ لكم أيها . . . . . سنفرع لكم أيه الثقلان [ آية : ٣١ ] يعني سنفرغ لحساب الإنس والجن ، ولم يعن به الشياطين ، لأنهم هم أغووا الإنس والجن ، وهذا من كلام العرب يقول : سأفرغ لك ، وإنه لفارغ قبل ذلك ، وهذا تهديد واللّه تعالى لا يشغله شئ يقول : سيفرغ اللّه في الآخرة لحسابكم أيها الثقلان يعني الجن والإنس . حدثنا عبد اللّه ، قال : حدثني أبي ، قال : قال أبو صالح : قال سعيد بن جبير : في قوله : سنفرغ لكم يقول : سأقصد لحسابكم ٣٢الرحمن : ٣٢ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٣٢ ] . ٣٣الرحمن : ٣٣ يا معشر الجن . . . . . قوله : يامعشر الجن والإنس قد جاء آجالكم ، فهذا وعيد من اللّه تعالى ، يقول : يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم [ الأنعام : ١٣٠ ] ، لأن الشياطين أضلوهما ، فبعث فيهم رسلاً منهم ، قال : إن استطعتم أن تنفذوا من أفطار يعني من قطري السموات والأرض يقول : أن تنفذوا من أطراف السماوات والأرض هرباً من الموت فانفذوا لا تنقذون يعني لا تنفذوا إلا بسلطان [ آية : ٣٣ ] يعني إلا بمكلي حيثما توجهتهم فثم ملكي ، فأنا آخذكم بالموت ٣٤الرحمن : ٣٤ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما يعني نعماء ربكما ٣٤تكذبان [ آية : ٣٤ ] أن أحداً يقدر على هذا غير اللّه تعالى . ٣٥الرحمن : ٣٥ يرسل عليكما شواظ . . . . . قوله : ير سل عليكما شواظٌ من نارٍ يعني كفار الجن والإنس في الآخرة شواظ من نار ، يعني لهب النار ليس له دخان ونحاسٌ يعني الصفر الذائب وهي خمسة أنهار تجري من تحت العرش على رءوس أهل النار ثلاثة أنهار على مقدار الليل ، ونهران على مقدار أنهار الدنيا فلا تنتصران [ آية : ٣٥ ] يعني فلا تمتنعان من ذلك ، فذلك قوله في سورة النحل : زدناهم عذابا فوق العذاب [ النحل : ٨٨ ] ، يعني الأنهار الخمس بما كانوا يفسدون ٣٦الرحمن : ٣٦ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء يعني نعماء ربكما تكذبان [ آية : ٣٦ ] . ٣٧الرحمن : ٣٧ فإذا انشقت السماء . . . . . فإذا انشقت السماء يعني انفرجت من المجرة ، وهو البياض الذي يرى في وسط السماء ، وهو شرج السماء لنزول من فيها ، يعني الرب تعالى والملائكة فكانت يعني فصارت من الخوف وردة كالدهان [ آية : ٣٧ ] شبه لونها في التغير والتلون بدهان الورد الصافي . قال أبو صالح : شبه لونها بلون دهن الورد ، ويقال : بلون الفرس الورد يكون في الربيع كميتاً أشقر ، وفي الشتاء أحمر ، فإذا اشتد البرد كان أغبر فشبه لون السماء في اختلاف أحوالها بلون الفرس في الأزمنة المختلفة . وقال الفراء : في قوله : وردةً كالدهان أراد بالوردة الفرس الورد ، يكون في الربيع وردة إلى الصفرة ، فإذا اشتد البرد كانت حمراء ، فإذا كان بعد ذلك كانت وردة إلى الغبرة فشبه تلون السماء بتلون الورد من الخيل ، وشبه الوردة في اختلاف ألوانها بالدهن لاختلاف ألوانه ، ويقال : كدهان الأديم يعني لونه . ٣٨-٣٩الرحمن : ٣٨ - ٣٩ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان فيومئذٍ لا يسئل عن ذنبه يعني عن عمله إنسٌ ولا جانٌ [ آية : ٣٩ ] لأن الرب تعالى قد أحصى عليه عمله ٤٠الرحمن : ٤٠ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٤٠ ] . ٤١الرحمن : ٤١ يعرف المجرمون بسيماهم . . . . . قوله : يعرف المجرمون بسيماهم بعد الحساب يعني بسواد الوجوه وزرقه الأعين فيؤخذ بالنواصي والأقدام [ آية : ٤١ ] وذلك أن خزنة جهنم بعد الحساب يغلون أيديهم إلى أعناقهم ، ثم يجمعون بين نواصيهم إلى أقدامهم من ظهورهم ، ثم يدفعونهم في النار على وجوههم ، فإذا دنوا منها قالت لهم الخزنة : هذه النار التي كنتم بها تكذبون [ الطور : ١٤ ] في الدنيا ٤٢الرحمن : ٤٢ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٤٢ ] . ٤٣الرحمن : ٤٣ هذه جهنم التي . . . . . قوله : هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون [ آية : ٤٣ ] يعني الكافرين في الدنيا ٤٤الرحمن : ٤٤ يطوفون بينها وبين . . . . . يطوفون بينها يعني جهنم شواظاً يطوفون بينهما وبين حميمٍ ءانٍ [ آية : ٤٤ ] شواظاً يعني بالحميم الماء الحار الذي قد انتهى غليانه يعني الذي على حتى حره لا يسترحون ساعة من غم يطاف عليهم في ألوان عذابهم ، فذلك قوله : ثم أن مرجعهم من الزقوم والحميم ، يعني الشراب لإلى الجحيم [ الصافات : ٦٨ ] ، فيذهب به مرة إلى الزقوم ، ثم إلى الجحيم ، ثم إلى منازلهم في جهنم ، فذلك قوله : يطوفون بينهما وبين حميمٍ ءانٍ ٢ ٤٥الرحمن : ٤٥ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٤٥ ] . ٤٦الرحمن : ٤٦ ولمن خاف مقام . . . . . قوله تعالى : ولمن خاف مقام ربه يوم القيامة في الآخرة جنتان [ آية : ٤٦ ] يعني جنة عدن ، وجنة النعيم ، وهما للصديقين ، والشهداء ، والمقربين ، والسابقين ، وهو الرجل يهم بالمعصية ، فيذكر مقامه بين يدي اللّه عز وجل ، فيخاف فيتركها ، فله جنتان . حدثنا عبد اللّه ، قال : حدثني أبي ، قال : قال أبو صالح ، عن مقاتل ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، أنه قال : ′ هل تدرون ما الجنتان ′ ؟ قالوا ′ اللّه ورسوله أعلم ، قال : ′ هما بستانان في ريض الجنة كل واحد منهما مسير خمس مائة عام ، في وسط كل بستان دار في دار من نور على نور ، ليس منهما بستان إلا يعتز بنعمة وخضرة قرارها ثابت ، وفرعها ثابت وشجرها نابت . ٤٧الرحمن : ٤٧ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٤٧ ] . ٤٨الرحمن : ٤٨ ذواتا أفنان ثم نعت الجنتين ، فقال : ذواتاً أفنانٍ [ آية : ٤٨ ] يعني ذواتا أغصان يتماس أطراف شجرها بعضه بعضاً كالمعروشات ٤٩-٥٠الرحمن : ٤٩ - ٥٠ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان [ آية : ٥٠ ] في عين أخدود من ماء غير آسن ٥١-٥٢الرحمن : ٥١ - ٥٢ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان فيهما من كل فاكهةٍ من كل ألوان الفاكهة زوجان [ آية : ٥٢ ] يعني صنفان ٥٣-٥٤الرحمن : ٥٣ - ٥٤ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء يعني نعماء ربكما تكذبان متكئين على فرش بطائنها من إستبرق يعني ظاهرها من الديباج الأخضر فوق الفرش الديباج ، وهي بلغة فارس ، نظيرها في آخر السورة : متكئين على رفرف خضر [ الرحمن : ٧٦ ] ، يعني المحابس الخضر على الفرش . ثم قال : وجنى الجنتين دان [ آية : ٥٤ ] يعني ثمره ، وجنى الشجر في الجنتين دان ، يقول : ما يجتنى في الجنتين دان يقول : طول الشجر لهذا المجتنى قريب يتناوله الرجل إن شاء جالساً ، وإن شاء أو متكئاً ، أو قائماً ٥٥الرحمن : ٥٥ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء يعني نعماء ربكما تكذبان [ آية : ٥٥ ] . ٥٦الرحمن : ٥٦ فيهن قاصرات الطرف . . . . . فيهن يعني في هذه الجنان الأربع في التقديم : جنة عدن ، وجنة النعيم ، وجنة الفردوس ، وجنة المأوى ، ففي هذه الجنان الأربع جنان كثيرة في الكثرة مثل ورق الشجر ، ونجوم السماء ، يقول : فيهن قاصرات الطرف يعني النساء يقول : حافظات النظر عن الرجال ، لا ينظرن إلى أحد غير أزواجهن ولا يشتهين غيرهم لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان [ آية : ٥٦ ] لأنهن خلقن في الجنة مع شجر الجنة يعني لم يطمثهن إنس قبل أهل الجنة ، ولا جان يعني جن . حدثنا عبد اللّه ، قال : قال أبي : قال أبو صالح : قال مقاتل : لم يطمثهن لم يدميهن . قال أبو محمد : وقال الفراء : الطمث الدم ، يقال : طمثتها أدميتها . ٥٧الرحمن : ٥٧ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٥٧ ] ، ثم نعتهن ، فقال : ٥٨الرحمن : ٥٨ كأنهن الياقوت والمرجان كأنهن في الشبه في صفاء الياقوت الأحمر و في بياض والمرجان [ آية : ٥٨ ] يعني الدر العظام ، ٥٩الرحمن : ٥٩ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٥٩ ] . ٦٠الرحمن : ٦٠ هل جزاء الإحسان . . . . . ثم قال : هل جزاء الإحسان في الدنيا إلا الإحسان [ آية : ٦٠ ] في الآخرة ٦١الرحمن : ٦١ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٦١ ] ثم ذكر جنات أصحاب اليمين ، فقال : ٦٢الرحمن : ٦٢ ومن دونهما جنتان ومن دونهما يعني ومن دون جنتي المقربين والصديقين ، والشهداء في الفضل جنتان [ آية : ٦٢ ] وهما جنة الفردوس ، وجنة المأوى ٦٣الرحمن : ٦٣ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٦٣ ] ، ثم نعتهما فقال : ٦٤الرحمن : ٦٤ مدهامتان مدهامتان [ آية : ٦٤ ] سوداوان من الري والخضرة ٦٥-٦٦الرحمن : ٦٥ - ٦٦ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان فيهما عينان نضاحتان [ آية : ٦٦ ] مملؤتان من كل خير لا ينتقصان ٦٧-٦٩الرحمن : ٦٧ - ٦٩ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورمانٌ فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٦٩ ] . ٧٠الرحمن : ٧٠ فيهن خيرات حسان ثم قال : و فيهن يعني في الجنان الأربع خيراتٌ حسانٌ ٦ [ آية : ٧٠ ] يعني خيرات الأخلاق حسان الوجوه ٧١الرحمن : ٧١ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ١٧ ] ثم نعتهن ، فقال : ٧٢الرحمن : ٧٢ حور مقصورات في . . . . . حورٌ مقصوراتٌ في الخيام [ آية : ٧٢ ] يعني بالحوار البيضاء ، وبالمقصورات المحبوسات على أزواجهن في الخيام ، يعني الدر المجوف الدرة الواحدة مثل القصر العظيم جوفاء على قدر ميل في السماء طولها فرسخ ، وعرضها فرسخ ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب ، فذلك قوله تعالى : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب [ الرعد : ٢٣ ] . ٧٣الرحمن : ٧٣ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان [ آية : ٧٣ ] . ٧٤الرحمن : ٧٤ لم يطمثهن إنس . . . . . ثم قال : لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جانٌ [ آية : ٧٤ ] لأنهن خلقن في الجنة ، يعني لم يطأهن إنس قبل أهل الجنة ، ولا جان ، يعني ولا جنى ٧٥-٧٦الرحمن : ٧٥ - ٧٦ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان متكئين على رفرفٍ خضرٍ يعني المحابس فوق الفرش وعبقريٍ حسانٍ [ آية : ٧٦ ] يعني لزرابي ، وهي الطنافس المخملة ، وهي الحسان ٧٧-٧٨الرحمن : ٧٧ - ٧٨ فبأي آلاء ربكما . . . . . فبأي ءالاء ربكما تكذبان تبارك اسم ربك ذي الجلال يعني بالجلال العظيم والإكرام [ آية : ٧٨ ] يعني الكريم ، فلا أكرم منه ، يمدح الرب نفسه تبارك وتعالى . |
﴿ ٠ ﴾