١١

الإنسان : ١١ فوقاهم اللّه شر . . . . .

 فوقاهم اللّه شر ذلك اليوم يعنى يوم القيامة شر جهنم ولقهم نضرةً وسروراً

[ آية : ١١ ] نضرة في الوجوه وسروراً في القلوب ، وذلك أن المسلم إذا خرج من قبره

يوم القيامة نظر أمامه ، فإذا هو بإنسان وجهه مثل الشمس يضحك طيب النفس ، وعليه

ثياب بيض ، وعلى رأس تاج ، فينظر إليه حتى يدنو منه ، فيقول : سلام عليك ، يا ولي اللّه ،

فيقول : وعليك السلام من أنت يا عبد اللّه أنت ملك من الملائكة . فيقول : لا ، واللّه ،

فيقول : أنت نبي من الأنبياء ؟ فيقول : لا واللّه ، فيقول : أنت من المقربين ؟ فيقول : لا واللّه ،

فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا عملك الصالح أبشرك بالجنة ، والنجاة من النار ، فيقول له : يا

عبد اللّه ، اللّه أبعلم تبشرنى ؟ فيقول : نعم ، فيقول : ما تريد مني ؟ فيقول له : اركبني ،

فيقول : يا سبحان اللّه ، ما ينبغى لمثلك أن يركب عليه ، فيقول : بلى فإني طال ما ركبتك

في دار الدنيا ، فإني أسألك بوجه اللّه ، إلا ما ركبتنى ، فيقول : لا تخف أنا دليلك إلى الجنة

فيعم ذلك الفرح في وجهه حتى يتلألأ ، ويرى النور والسرور في قلبه ، فذلك قلبه :

ولقاهم نضرة وسرورا ، وأما الكافر ، فإنه إذا خرج من قبره نظر أمامه ، فإذا هو برجل

قبيح ، الوجه أزرق العينين أسود الوجه اشد سواداً من القبر في ليلة مظلمة ، وثيابه سود

يجر أنيابه في الأرض تدهده دهدهة الرعد ، ريحه انتن من الجيفة ، فيقول : من أنت يا عدو

اللّه ؟ ويريد أن يعرض بوجهه عنه ، فيقول : يا عدو اللّه إلى إلى ، وأنا لك اليوم ، فيقول :

ويحك أشيطان أنت ؟ فيقول : لا واللّه ، ولكني عملك ، فيقول : ويحك ، ما تريد منى ؟

فيقول : أريد أن أركبك ، فيقول : أنشدك اللّه ، مهلاً فإنك تفضحني على رءوس الخلائق ،

فيقول : واللّه ما منك بد فطال ما ركبتنى فأنا اليوم أركبك ، قال فتركبه ، فذلك

قوله :

 وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون [ الأنعام : ٣١ ] .

﴿ ١١