١٤

الشمس : ١٤ فكذبوه فعقروها فدمدم . . . . .

 فكذبوه بما جاء به فعقروها يعني

قتلوا الناقة فحل بهم العذاب ، قال : فدمدم عليهم ربهم  ثم قال فدمدم عليهم ربهم بذنبهم يقول :

إنما كان بذنبهم ، بذلك أنهم لما

عقروا الناقة اتبعد الفصيل حتى صعد على جبل فصاح ثلاث مرات : يا صالح ، قتلت أمي

وفزع أهل المدينة كلهم إلى صالح ، ف  ما جئتنا ؟ قال : حيلتكم أن تأخذوا الفصيل ، فعسى اللّه أن يكف عنكم العذاب في شأن الفصيل ، فلما صعدوا الجبل ليأخذوه فر من

بين أيديهم وتوارى فلم ير ، وغاب ،   يا صالح ، ما يفعل اللّه بنا ؟ قال : كم من صيحة

صالح الفصيل ؟   ثلاث مرات ، قال : تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك الوعد الذي

صالح الفصيل غير مكذوب ، يقول : إنه لا يكذب فيه ،   وما علامة ذلك يا صالح ؟

قال : غنكم تصفر وجوهكم يوم الثاني ، وتسود وجوهكم يوم الثالث ، ثال : ثم يأتيكم

العذاب يوم الرابع ، فلما أن كان اليوم الأول اصفرت وجوه القوم ، فلم يصدقوا ، و

إنما هذه الصفرة من الخوف والفرق ، فلما كان اليوم الثاني احمرت وجوههم واستيقنوا

بالعذاب ، ثم إنهم عمدوا فحفروا لنفسهم قبوراً وتحنطوا بالمر والصبر وتكفتوا بالأنطاع ،

فلما أن كان اليوم الثالث اسودت وجوههم حتى لم يعرف بعضهم بعضاً من شدة

السواد ، والتغير ، فلما أن كان اليوم الرابع أصبحوا فدخلوا حفرهم ، فلما أشرقت

الشمس ، وارتفع النهار لم يأتهم العذاب ، فظنوا أن اللّه يرحمهم ، وخرجوا من قبورهم ،

ودعوا بعضهم بعضاً ، إذ نزل جبريل ، عليه السلام ، فسد ضوء الشمس حتى دخلوا في

قبورهم ، فصاح بهم جبريل ، عليه السلام ، فلما عاينوا جبريل ، عليه السلام ، ونظروا إلى

ضوء الشمس شدوا حتى دخلوا في قبورهم ، فناموا فصاح بهم جبريل صيحة أن قوموا عليكم لعنة اللّه ، فسالت أرواحهم من أجسادهم ، زلزلت بيوتهم حتى وقعت على

قبورهم إلى يوم القيامة ، فأصبحوا كأن لم يكن بمدينتهم شئ ، فذلك

قوله : كان لم

يغنوا فيها [ هود : ٦٨ ] وذلك

قوله : فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها

[ آية : ١٤ ] يعني فسوى بيوتهم على قبورهم ،

قوله : ولا يخاف عقبها [ ١٥ ] .

قال في التقديم : إذ انبعث أشقاها  ٢

﴿ ١٤