٣٤قوله { وإذ قلنا } مثل وإذ قال قوله { سبحانك } منصوب على المصدر والتسبيح والتنزيه للّه من السوء فهو يؤدي عن نسبحك تسبيحا أي ننزهك من السوء تنزيها ونبرئك منه قوله { للملائكة } هو جمع ملك وأصل ملك مألك ثم قلبت الهمزة فردت في موضع اللام فصارت ملأك فأصل وزنه مفعل مقلوب إلى معفل ثم ألقيت حركة الهمزة على اللام فصارت ملك فلما جمع رد إلى أصله بعد القلب فلذلك وقعت الهمزة بعد اللام في ملائكة ولو جمع على أصله قبل القلب لقلت مآلكة على مفاعله فملائكة وزنه معافلة وأصله مفاعلة فالهمزة فاء الفعل في أصله واللام عين الفعل والكاف لام الفعل لأنه مشتق من الألوكة وهي الرسالة وقال ابن كيسان هو مشتق من ملكت والهمزة زائدة عنده كزيادتها في شمأل فيكون وزن ملك فعل ووزن ملائكة فعائلة لأن الميم أصلية والهمزة زائدة وقال أبو عبيد هو مشتق من لأك إذا أرسل فالهمزة عين ولا قلب فيه على قول أبي عبيد فوزن لفظ ملائكة على قول الجماعة معافلة لأنه مقلوب والهمزة فاء الفعل وعلى قول ابن كيسان فعائلة لأن الميم أصلية فالهمزة زائدة عنده وعلى قول أبي عبيد مفاعلة لأن الهمزة عنده عين الفعل قوله { إنك أنت } إن شئت جعلت أنت في موضع نصب تأكيدا للكاف وإن شئت جعلتها مرفوعة مبتدأة والعليم خبرها وهي وخبرها خبر إن وإن شئت جعلتها فاصلة لا موضع لها من الإعراب والحكيم نعت للعليم وإن شئت جعلته خبرا بعد خبر لان قوله { إلا إبليس } إبليس نصب على الاستثناء المنقطع ولم ينصرف لأنه أعجمي معرفة وقال أبو عبيد هو عربي مشتق من أبلس إذا يئس من الخير لكنه لا نظير له في الأسماء وهو معرفة فلم ينصرف لذلك والهاء في خليفة وملائكة للمبالغة وقيل لتأنيث الصيغة وخليفة فعيلة بمعنى فاعلة أي يخلف بعضهم بعضا وآدم أفعل مشتق من الأدمة وهو اللون فلم ينصرف لأنه معرفة وأصله الصفة وهو على وزن الفعل وقيل هو مشتق من أديم الأرض وهو وجهها وهذا بعيد لأنه يحتمل أن يكون وزنه فاعلا كطابق فيجب صرفه إذ ليس فيه من معنى الصفة شيء وأفعل أصله الصفة |
﴿ ٣٤ ﴾