٧٣قوله { ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم } ثم قال أن يؤتى أحد مثل ما أن مفعول بتؤمنوا وتقدير الكلام ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد بمثل ما أوتيتم إلا من تبع دينكم فاللام على هذا زائدة ومن في موضع نصب استثناء ليس من الأول وقيا التقدير ولا تصدقوا إلا من تبع دينكم بأن يؤتى أحد وقال الفراء انقطع الكلام عند قوله دينكم ثم قال لمحمد عليه السلام قل إن الهدى هدى اللّه أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم فلا مقدرة ويجوز أن تكون اللام غير زائدة وتتعلق بما دل عليه الكلام لأن معنى الكلام لا تقروا بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا لمن تبع دينكم فيتعلق الحرفان بتقروا كما تقول أقررت لزيد بألف وجاز ذلك لأن الأول كالظرف فصار بمنزلة قولك مررت في السوق بزيد وإنما دخلت أحد لتقدم لفظ النفي في قوله ولا تؤمنوا فهو نهي ولفظه لفظ النفي فأما من مده واستفهم وهي قراءة ابن كثير فإنه أتى به على معنى الإنكار من اليهود أن يؤتى أحد مثل ما أوتوا حكاية عنهم فيجوز أن تكون أن في موضع رفع بالابتداء إذ لا يعمل في أن وما قبلها لأجل الاستفهام وخبر المبتدأ محذوف تقديره أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم تصدقون أو تقرون ونحوه وحسن الابتداء بأن لأنها قد اعتمدت على حرف الاستفهام فهو في التمثيل بمنزلة أزيد ضربته ويجوز أن تكون أن في موضع نصب وهو الاختيار كما كان في قولك أزيدا ضربته النصب الاختيار لأن الاستفهام عن الفعل فتضمر فعلا بين الألف وبين أن تقديره أتذيعون أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم وأتشيعون وأتذكرون ونحوها مما دل عليه الإنكار الذي قصدوا إليه بلفظ الاستفهام ودل على قصدهم لهذا المعنى قوله تعالى عنهم فيما قالوا لأصحابهم أتحدثونهم بما فتح اللّه عليكم يعنون أتحدثون المسلمين بما وجدتم من صفة نبيهم في كتابكم ليحاجوكم به عند ربكم واحد في قراءة من مد بمعنى واحد وإنما جمع في قوله ليحاجوكم لأنه رده على معنى أحد لأنه بمعنى الكثرة لكن أحد إذا كان في النفي أقوى في الدلالة على الكثرة منه إذا كان في الإيجاب وحسن دخول أحد بعد لفظ الاستفهام لأنه بمعنى الإنكار والجحد فدخلت أحد بعده كما تدخل بعد الجحد الملفوظ به فيصلح على هذا أن تكون على أصلها في العموم وليست بمعنى واحد |
﴿ ٧٣ ﴾