٧١قوله { وحسبوا ألا تكون فتنة } من رفع تكون جعل أن المخففة من الثقيلة وأضمر معها الهاء وتكون خبر أن وجعل حسبوا بمعنى أيقنوا لأن أن للتأكيد والتأكيد لا يجوز إلا مع اليقين فهو نظير وعديله و أن في موضع نصب بحسب وسدت مسد مفعولي حسب تقديره أنه لا تكون فتنة وحق أن أن تكتب منفصلة على هذا التقدير لأن الهاء المضمرة تحول بين أن ولام لا في المعنى والتقدير فيمتنع اتصالها باللام ومن نصب تكون جعل أن هي الناصبة للفعل وجعل حسب بمعنى الشك لأنها لم يتبعها تأكيد لأن أن الخفيفة ليست للتأكيد إنما هي لأمر قد يقع وقد لا يقع فالشك نظير ذلك وعديله والمشددة إنما تدخل لتأكيد أمر قد وقع وثبت فلذلك كان حسب مع أن المشددة لليقين ومع الخفيفة للشك ولو كان قبل أن فعل لا يصلح للشك لم يجز أن تكون إلا مخففة من الثقيلة ولم يجز نصب الفعل بها نحو قوله تعالى أن لا يرجع إليهم وعلم أن سيكون ولا والسين عوض من حذف تشديد أن ولو وقع قبل أن فعل لا يصلح إلا لغير الاثبات لم يجز في الفعل إلا النصب نحو قولك طمعت أن تقوم وأشفق أن تقوم وأخشى أن تقوم هذا لا يجوز فيه إلا النصب بعد أن ولا تكون أن معه مخففة من الثقيلة فهذه ثلاثة أقسام فعل بمعنى الثبات واليقين لا يكون معه إلا الرفع بعد أن ولا تكون أن إلا مخففة من الثقيلة وفعل بضد الثبات واليقين لا يكون معه إلا النصب بعد أن ولا تكون أن معه إلا غير مخففة من الثقيلة وفعل ثالث يحتمل الوجهين فيجوز معه الوجهان هذه الأصول هي الاختيار عند أهل العلم وقد يجوز غير ما ذكرنا على مجاز وسعة قوله { فعموا وصموا } إنما جمع الضمير ردا على المذكورين وكثير بدل من الضمير وقيل كثير رفع على إضمار مبتدأ دل عليه عموا وصموا تقديره العمى والصم كثير منهم وقيل التقدير العمي والصم منهم كثير وقيل جمع الضمير وهو متقدم على لغة من قال أكلوني البراغيث وكثير رفع بما قبله ولو نصبت كثيرا في الكلام لجاز تجعله نعتا لمصدر محذوف أي عمى وصمما كثيرا |
﴿ ٧١ ﴾