٥٩قوله { ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا } من قرأه بالتاء جعله خطابا للنبي صلى اللّه عليه وسلم لتقدم مخاطبته في صدر الكلام والذين مفعول أول و سبقوا في موضع المفعول الثاني ومن قرأه بالياء جعله للكفار ففيه ضميرهم لتقدم ذكرهم في قوله الذين كفروا فهم لا يؤمنون وفي قوله ثم ينقضون ولا يتقون ولعلهم يذكرون وقوله إليهم فالمفعول الأول مضمر وسبقوا في موضع الثاني تقديره ولا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سبقوا وقيل ان أن مضمرة مع سبقوا فسد مسد المفعولين كما سدت في قوله أحسب الناس أن يتركوا تقديره ولا يحسبن الذين كفروا أن سبقوا فقد قال سيبويه في قوله تعالى أفغير اللّه تأمروني أعبد ان تقديره أن أعبد ثم حذفت أن فرفع الفعل وقيل الفاعل في قراءة من قرأ بالياء هو النبي عليه السلام فيكون مثل قراءة التاء الذين كفروا وسبقوا مفعولا حسب وقيل فاعل حسب مضمر فيه تقديره ولا يحسبن من خلفهم الذين كفروا سبقوا فالذين كفروا وسبقوا مفعولا حسب ومن فتح أنهم لا يعجزون جعل الكلام متعلقا بما قبله تقديره سبقوا لأنهم فأن في موضع نصب بحذف حرف الجر فمعناه ولا يحسبن الذين كفروا فاتوا من اللّه لأنهم لا يفوتون اللّه ومن كسر أن فعلى الابتداء والقطع |
﴿ ٥٩ ﴾