٦٤

قوله { خير حافظا } انتصب حفظا على البيان لأنهم نسبوا إلى أنفسهم حفظ أخي يوسف فقالوا وإنا له لحافظون فرد عليهم يعقوب ذلك فقال اللّه تعالى خير حفظا من حفظكم

فأما من قرأه حافظا فنصبه على الحال عند النحاس حال من اللّه جل ذكره على أن يعقوب رد لفظهم بعينه إذ قالوا وإنا له لحافظون فأخبرهم أن اللّه هو الحافظ فجرى اللفظان على سياق واحد والإضافة في هذه القراءة جائزة تقول اللّه خير حافظ كما قال أرحم الراحمين ولا يجوز الإضافة في القراءة الأولى لا تقول اللّه خير حفظ لأن اللّه تعالى ليس هو الحفظ وهو تعالى الحافظ وقال بعض أهل النظر إن حافظا لا ينتصب على الحال لأن أفعل لا بد لها من بيان ولو جاز نصبه على الحال لجاز حذفه ولو حذف لنقص بيان الكلام ولصار اللفظ واللّه خير فلا يدرى معنى الخير في أي نوع هو وجواز الإضافة يدل على أنه ليس بحال ونصبه على البيان أحسن كنصب حفظ وهو قول الزجاج وغيره

﴿ ٦٤