٢٣قوله { تحيتهم فيها سلام } ابتداء وخير والهاء والميم يحتمل أن يكونا في تأويل فاعل أي يحيى بعضهم بعضا بالسلام ويحتمل أن يكونا في تأويل مفعول لم يسم فاعله أي يحيون بالسلام على معنى تحييهم الملائكة ولفظ الضمير الخفض لإضافة المصدر إليه والجملة في موضع نصب على الحال من الذين وهي حال مقدرة أو حال من المضمر في خالدين ولا تكون حالا مقدرة ويجوز أن تكون في موضع نصب على النعت لجنات مثل تجري من تحتها الأنهار فأما خالدين فيها فيحتمل أن تكون حالا من الذين حالا مقدرة ويحتمل أن تكون نعتا لجنات أيضا ويلزم إظهار الضمير فتقول خالدين هم فيها وإنما ظهر لأنه جرى نعتا لغير من هو له وحسن كل ذلك لأن فيه ضميرين ضمير الجنات وضمير الذين وقد مضى نظيره فيقاس عليه ما شابهه ونصب جنات على حذف حرف الجر وهو نادر لا يقاس عليه تقول دخلت الدار وأدخلت زيدا الدار تريد في الدار والدليل على أن دخلت لا يتعدى أن نقيضه لا يتعدى وهو خرجت وكل فعل لا يتعدى نقيضه لا يتعدى هو فافهمه قوله { وبرزوا للّه جميعا } نصب على الحال من المضمر في برزوا |
﴿ ٢٣ ﴾