بسم اللّه الرحمن الرحيم   

سورة الصافات

قوله تعالى بزينة الكواكب من خفض الكواكب ونون بزينة وهي قراءة خفض عن عاصم وحمزة فانه أبدل الكواكب من زينة لأنها هي الوينة وقد قرأ أبوبكر عن عاصم بنصب الكواكب وتنوين زينة على أنه أعمل الزينة في الكواكب فنصبها بها تقديره بأن زينا الكواكب فيها وقيل النصب على اضمار أعني تقديره على البدل من زينة على الموضع فأما قراءة الجماعة بحذف التنوين والاضافة فهو الظاهر لأنه على تقدير انا زينا السماء الدنيا بتزيين الكواكب أي بحسن الكواكب وقد يجوز أن يكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين والكواكب بدل من زينة كقراءة من نون زينة

قوله وحفظا هو نصب على المصدر أي وحفظناها حفظا قوله لا يسمعون إلى الملأ إنما دخلت الى مع يسمعون في قراءة من خفف السين وهو لا يحتاج الى حرف جر لأنه جرى مجرى مطاوعه وهو يستمع فكما كان يستمع يتعدى بالى تعدى يسمع بالى وفعلت في التعدي سواء فيسمع مطاوع س سمع واستمع أيضا مطاوع سمع فتعدى سمع مثل تعدي مطاوعه وقيل معنى دخول الى في هذا أنه حمل على المعنى لأن المعنى لا يميلون بالسمع اليهم يقال سمعت اليه كلاما أي أملت سمعي اليه

١٢

قوله { بل عجبت } من ضم التاء جعله اخبارا عن النبي عليه الصلاة والسلام عن نفسه أو اخبارا من كل مؤمن عن نفسه بالعجب

من انكار الكفار البعث مع ثبات القدرة على الابتداء للخلق فهو مثل القراءة بفتح التاء في أن التعجب من النبي عليه الصلاة والسلام ومثله في قراءة من ضم التاء قوله أسمع بهم وأبصر أي هم ممن يجب أن يقال فيهم ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة ومثله فما أصبرهم على النار قوله دحورا مصدر لأن معنى يقذفون يدحرون

﴿ ١٢