٥

قوله تعالى { واختلاف الليل والنهار } أي وفي اختلاف الليل والنهار فتحذف في لتقدم ذكرها في

قوله تعالى { إن في السماوات والأرض } وفي

قوله تعالى { وفي خلقكم } فلما تقدمت مرتين حذفها مع الثالث لتقدم ذكرها فبهذا يصح النصب في آيات الآخرة وإن لم تقدر هذا الحذف كنت قد عطفت على عاملين مختلفين وذلك لا يجوز عند البصريين والعاملان هما إن الناصبة في الخافضة فتعطف بالواو على عاملين مختلفي الاعراب ناصب وخافض فاذا قدرت حذف في لتقدم ذكرها لم يبق إلا أن تعطف على عامل واحد وذلك حسن وقد جعله بعض الكوفيين من باب العطف على عاملين ولم يقدر حذف في وذلك بعيد وعلى تقدير الحذف من مثل هذه الآية أنشد سيبويه

  أكل امرىء تحسبين امرا  ونار توقد بالليل نارا 

 فخفض ونار ونصب نارا الاخير عطفه على كل المنصوب بتحسبين وعلى امرىء المخفوض بكل فعطف على عاملين مختلفين فقدره سيبويه على حذف كل مع نار لتقدم ذكرها كأنه قال وكل نار ثم حذف كلا لتقدم ذكرها فيسلم بهذا التقدير من العطف على عاملين وحذف حرف الجر اذا تقدم ذكره جائز وعلى ذلك أجاز سيبويه مررت برجل صالح إلا صالح فصالح يريد الا بصالح ثم حذف الباء لتقدم ذكرها وقد قيل إن قوله واختلاف الليل معطوف على السموات وآيات نصب على التكرير لما طال الكلام في الأولى لكن كررت فيهما لما طال الكلام كما تقول ما زيد قائما ولا جالسا زيد فتنصب جالسا على أن زيدا الأخير هو الأول ولكن أظهرته ثانية للتأكيد ولو كان الأخير غير الأول لم يجز نصب جالس لأن خبر مالا يتقدم على اسمها لأنها لا تتصرف فهي بخلاف ليس وكذلك آيات الأخيرة هي الأولى لكن أظهرت لما طال الكلام للتأكيد فلا يلزم في ذلك عطف على عاملين على هذا التقدير فافهمه فأما من رفع آيات في الموضعين فانه عطف ذلك على موضع ان وما عملت فيه وموضع ان وما عملت فيه رفع على الابتداء لأنها لا تدخل الا على مبتدأ وخبره فرفع وعطف على الموضع قبل دخول إن ولابد من اضمار في والا يدخله أيضا العطف على عاملين على الابتداء والمخفوض وقد منع البصريون زيد في الدار والحجرة عمرو بخفض الحجرة ويجوز أن يكون انما رفع على القطع والاستئناف فعطف جملة على جملة ومذهب الأخفش أن ترتفع الآيات بالاستقرار وهو الظرف فلا يدخله عطف على عاملين

﴿ ٥