٢

قوله تعالى: { ذلك الكتاب }.

قيل: ذلك الكتاب الذي كتبت على الخلق بالسعادة والشقاوة والأجل والرزق، لا ريب فيه: لا مبدل له.

وقيل: ذلك الكتاب الذي كتبت في قلوب أوليائي من محبتي ومعرفتي في الرضا بموارد قضائي، والكتاب هو العهد إلى الحبيب وموضع السر، والنبي صلى اللّه عليه وسلم مشرف على أسرار ما خوطب به، والأولياء والصديقون بعده على حب معرفتهم وحب الكشف لهم عن لطائفه.

وقيل: ذلك الكتاب الذي كتبت على نفسي في الأزل ' إن رحمتي سبقت غضبي '

وقيل لا ريب فيه: لا شك فيه لمن فتحت سره وزينت قلبه بالفهم عني، وقيل لا ريب

فيه: لمن طهرت سره بنور الاطلاع على لطائف معانيه.

قوله تعالى: { هدى للمتقين }.

حقا لأهل المعرفة وزيادة بيان وهدى.

وقال سهل: بيان لمن تكبر أمر حوله وقوته.

قال الجنيد رحمه اللّه: هدى للمتقين، وصلة للمنقطعين عن الأعيان.

وقال أبو يزيد رحمه اللّه: المتقي من إذا قال: قال للّه وإذا عمل عمل للّه.

وقال الداراني: المتقون الذين نزع من قلوبهم حب الشهوات.

﴿ ٢