٨

قوله عز وجل: { إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن اللّه لغني حميد }

 الآية: ٨

قال حمدون: الغني في الحقيقة من لم يزل غنيا ولا يزال غنيا ما زاده إيجاد الخلق

غنى، بل خلقهم على حد الافتقار إليه وهو الغني الحميد.

قال الواسطي: ليس الإيمان بمقرب إلى الحق ولا الكفر بمبعد عنه ولكن جرى ما

جرى به الأمر في الأزل، فالشقاوة والسعادة والكفر والإيمان، أعلام لا حقائق،

والحقائق القضاء الذي سبق في الدهور بل جرى في سابق علمه أن لا يكرم بالسعادة إلا

من أهله لقربه بفضله، ولا يهين بالشقاء إلا من أبعده، ثم جعل الكفر علما لأهل

الشقاء وحلية لهم، بل الإيمان عين الكرامة، وشاهد الكفر عين الهوان وشاهد البعد

اللعنة واللّه أعلم.

﴿ ٨