٩

قوله تعالى: { أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا }

 الآية: ٩

قال الحسين: أصحاب الكهف في ظل المعرفة الأصلية لا يزايلهم بحال كذلك خفي

على الخلق آثارهم.

وقال ابن عطاء في قوله: { من آياتنا عجبا } سلبهم عنهم وأخذهم منهم، وحال

بينهم وبين الأغيار وألجأهم إلى غار الأنس وآواهم وأمنهم ثم أفناهم عنهم وغيبهم

منهم، ومن إرادتهم ومعانيهم فتاهوا في الحضرة والعين لذلك قال: { أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا }.

قال الجنيد رحمه اللّه في قوله: { كانوا من آياتنا عجبا } قال: لا تعجب منهم فشأنك

أعظم من شأنهم وأعظم حيث أسرى بك في ليلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى

وبلغ بك سدرة المنتهى وكنت في القرب كقاب قوسين أو أدنى ثم ردت عند انقضاء

الليلة إلى مضجعك.

وقيل بعضهم: أصحاب الكهف كالنيام لا علم لهم بوقت، ولا زمان، ولا معرفة

بعمل ولا مكان إحياء موتى صراعى. مفيقون، نيام منتبهون لا إليهم سبيل ولا لهم إلى

غيرهم طريق وردت عليهم خلع من خلع الهيبة، وأظلتهم ستور التعظيم وأحدقت بهم

حجب العظمة واستناروا بنور العزيز الكريم، كذلك قال اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه

وسلم: { لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا }.

﴿ ٩