٦٥قوله عز وجل: { فوجدا عبدا من عبادنا } الآية: ٦٥ قال الجنيد رحمه اللّه: العبودية خارجة من الأفعال والأحوال ولكنها موجودة تحت الخفيات. قال الواسطي رحمه اللّه: إضافات من أراد أن ينسى النعوت لا تصل إليه بالعبادات والإشارات ألجأ موسى إلى الخضر صلى اللّه عليهما ليريه صدق الفاقة لئلا يقول: أنا عند نظرة إلى اللّه وإلى الناس، لأن الخضر شاهد أنوار الملك وشاهد موسى الواسطات. قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لابن عباس: ' إذا سألت فاسأل اللّه '. فأخبر الخضر موسى أن السؤال من الناس هو السؤال من اللّه، فقال: لا تغضب من المنع حين أبوا أن يضيفوهما. قوله عز وجل: { وعلمناه من لدنا علما } الآية: ٦٥ قال ذو النون: العلم اللدني هو الذي يحكم على الخلق بمواقع التوفيق والخذلان. سمعت محمد بن عبد اللّه يقول: سمعت يوسف بن الحسن يقول: سمعت ذا النون رحمه اللّه يقول: إن اللّه بسط العلم ولم يقبضه ودعا الخلق إليه من طرق كثيرة، ولكل طريق منها علم مفرد، ودليل واضح فتلك الأدلة يدلون على المناهل، وبنور ذلك العلم وتلك الأعلام يهتدون ولكل أهل طريق منها علم فهو بعلمهم مستعملون، ومتى ضلوا في طرق هذه العلوم أو أخطؤوا فإن صاحب العلم اللدني يردهم إلى المحجة. قال اللّه تعالى: { وعلمناه من لدنا علما } الآية: ٦٥ . ليكون ذلك لعلماء الوسائط. قال ابن عطاء: في قوله: { وعلمناه من لدنا علما } قال بلا واسطة المكشوف، ولا بتلقين الحروف لكنه الملقى إليه بمشاهدة الأرواح. قال فارس: العلم اللدني ما وقع على حسه بالاستيفاء بلا واسطة. قال الحسين: العلم اللدني إلهام أخلد الحق الأسرار فلم يملكها الانصراف. قال الهيثم: علم الاستنباط بكلفة ووسائط، وعلم اللدني بلا كلفة ولا واسطة. قال الجنيد رحمه اللّه: العلم اللدني ما كان محكما على رسوله من غير ظن فيه ولا خلاف واقع لكنه مكاشفات الأنوار عن مكنون المغيبات وذلك يقع للعبد إذا لزم جوارحه عن جميع المخالفات وأفنى حركاته كل الإيرادات وكان شيخا بين يدي الحق بلا تمن ولا مراد.  | 
	
﴿ ٦٥ ﴾