١٤قوله تعالى: { إنني أنا اللّه لا إله إلا أنا فاعبدني } الآية: ١٤ قال الواسطي رحمه اللّه: لا يشغل قلبك بغيري فعلا، وقولا، ولا تكن من أبناء الأفعال والأحصار، والأعمار، والدهور. كن من أبناء الأزل والأبد مطالعا لما سبق من الأولية. وجرى لك في الأخرية، وإن كان كلاهما واحدا. قال ابن عطاء رحمه اللّه: إشارة إلى حقيقة الحق إذ الأزل والأبد علة وذكر الأوقات، الدهور علة. وقال الواسطي رحمه اللّه: أظهر هذا الخلق في شموخ وعلو في أنفسهم فأمرهم لعلة الفاقة، ولا لعلة الاستغناء تنسما لرؤية الاضطرار قال يا موسى إنني أنا اللّه لا إله إلا أنا فاعبدني. أحب أن يريه عجزه. وقال أيضا: بالعبرانية خاطب موسى ثم وصف لمحمد صلى اللّه عليه وسلم بقوله: { إنني أنا اللّه لا إله إلا أنا } هل تلونت الصفة بذلك، فإن قال: لو لونتها اختلاف اللغات لتلونت في اختلاف الأوامر والنواهي. قال الحسين: { لا إله إلا أنا } تنظيف البشر عن الآلهة. وإذا خلا السر من تعظيم غيره، فلا وجه لهذا القول. قال الواسطي رحمه اللّه: { إنني إنا اللّه لا إله أنا فاعبدني } ابتدأه بالتوحيد، وختم بلسان الطاعة { وأقم الصلاة لذكري }. قال ابن عطاء: أقم معي بحسن الأدب، ولا تغفل عني وأنت متوجه إلي. |
﴿ ١٤ ﴾