١٤

قوله عز وعلا: { ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين... إلى قوله فتبارك اللّه أحسن الخالقين } الآية: ١٤

وقال الحسين: خلق الخلق على أربع أصول فاعتدلها على أربع أصول: الربع

الأعلى: إلهية، والربع الآخر: آثار الربوبية، والربع الآخر: النورية بين فيه التدبير

والمشيئة، والعلم والمعرفة، والفهم والفطنة، والفراسة والإدراك، والتمييز ولغات

الكلام والربع الآخر: الحركة والسكون كذلك خلقه فسواه.

قوله تعالى: { ثم أنشأناه خلقا آخر }.

قال الحسين: فطر الأشياء بقدرته، ودبرها بلطف صنعه فأبدأ آدم كما شاء لما شاء،

وأخرج منه ذرية على النعت الذي وصف من مضغة وعلقة، وبدائع خلقه، وأوجب

لنفسه عند خلقته اسمه الخالق، وعند صنعة الصانع، ولم يحدثوا له اسما كان موصوفا

بالقدرة على إبداع الخلق فلما أبدأها أظهر اسمه الخالق للخلق، وأبرزها لهم، وكان هذا

الاسم مكتوبا لديه، مدعوا به في أزله اسمى بذلك نفسه، ودعا نفسه به فالخلق جميعا

عن إدراك وصفه عاجزون، وكل ما وصف اللّه به نفسه فهو له وأعز وأجل وأظهر

للخلق من نعوته ما يطيقونه، ويليق بهم فتبارك اللّه أحسن الخالقين.

قوله عز وعلا: { ثم إنكم بعد ذلك لميتون }.

قال الحسين: ملك الموت صلى اللّه عليه وسلم موكل بأرواح بني آدم، وملك الفناء موكل

بأرواح

البهائم.

وموت العلماء هو بقاؤهم إلا أنه استتار عن الأبصار، وموت المطيعين المعصية إذا

عرف من عصى وقال بعضهم: من مات عن الدنيا خرج إلى حياة الآخرة، ومن مات

عن الآخرة خرج منها إلى حياة الأصلية، وهو البقاء مع اللّه عز وجل.

﴿ ١٤