٥

 { إن كنتم تؤمنون باللّه واليوم الآخر } الآية: ٥

قال الواسطي رحمه اللّه: جعل للمؤمن في كل نظرة فائدة فمن يتعظ استفاد، ومن

غفل حجب وخاب.

قوله تعالى وتقدس: { وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين }.

قال أبو بكر بن طاهر: لا يشهد مواضع التأديب إلا من لا يستحق التأديب وهم

طائفة من المؤمنين لا المؤمنون أجمع.

وقال أبو عثمان: في هذه الآية أولئك طائفة يصلحون لمشاهدة ذلك المشهد بصحة

إيمانهم، وتمام شفقتهم ورأفتهم، ورحمتهم ورؤية نعم اللّه عليهم حيث عافاهم مما ابتلى

غيرهم، ولا يعيرون المبتلى لعلمهم يجريان المقدور، ولا يشهد ذلك المشهد سفهاء من

الناس ومن لا يعرف موضع النعمة في الدفع.

قوله تعالى: { إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا } الآية: ٥

قال بعضهم: علامة تصحيح التوبة، وقبولها ما يعقب الصلاح والتوبة هي الرجوع

من كل ما يذمه العلم واستصلاح ما تعدى في سالف الأزمنة، ومداواتها باتباع العلم

ومن لم تعقب توبته الصلاح كانت توبته بعيدة عن القبول.

﴿ ٥