٤٠

قوله تعالى: { قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به } الآية: ٤٠

قال بعضهم: هو آصف نظر إلى عين الجمع، وتكلم عن حقيقة جمع الجمع فقال:

أنا آتيك به، والهاء راجع إلى الحق أي باللّه عونه ونصرته، وقيل: على لسان الجمع

أيضا أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال بعضهم: في قوله: { الذي عنده علم من الكتاب } أي انظر في الغيب، وعلم لمجاري الغيوب فعلم أن اللّه يريد أن يأتي سليمان

عليه السلام بذلك فأخبر عن حقيقة الغيب.

وقال ابن عطاء: أنا آتيك به أي باللّه لا بالحيل.

قوله تعالى: { هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر } الآية: ٤٠

قال أبو بكر بن طاهر: أحسن عباد اللّه حالا من يرى فضل اللّه عليه في كل أوقاته

ولا يغفل عن شكر إنعامه وزوائد منته لديه.

وقال جعفر: من رأى فضل اللّه عليه أرجو أن لا يهلك.

قوله تعالى: { ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه } الآية: ٤٠

ليس للخلق فيه شيء بأواصله يدعوكم ليغفر لكم ومن كفر فإن ربي غني كريم عن

شكر الشاكرين وقيام القائمين وذكر الذاكرين.

سمعت محمد بن عبد اللّه يقول: سمعت الشبلي يقول: الشكر هو الخمود تحت

المنة.

قال الواسطي: في شكر إبطال رؤية الفضل كيف يوازي شكر الشاكرين فضله،

وفضله تميم وشكرهم محدث؟ { ومن شكر فإنما يشكر لنفسه } لأنه غني عنه وعن

شكره.

قال الجنيد رحمه اللّه: الشكر فيه علة لأنه يطلب لنفسه المزيد، وهو واقف مع رؤية

حظ نفسه قال اللّه تعالى: { ومن شكر فإنما يشكر لنفسه } أي طالب للمزيد.

وقال ابن عطاء: من شكر فإنما يشكر لنفسه، ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه، وان

أحسنتم أحسنتم لأنفسكم. قال: ليس للحق فيه قليل، ولا كثير فإنه أجل من أن يلحقه

ثناء مثن، أو شكر شاكر أخبر أن العلو، والشرف، والجلال له دونهم.

قال الواسطي رحمه اللّه: دعا خلقه إلى شكره ثم قطعهم عنه جملة بقوله: { ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه } أي: ما كان منكم فهو لكم، وما كان منى فهو إليكم ليكون

محل الشكر موجبا للشكر لئلا تبرأ عن النفس عند ذلك.

﴿ ٤٠