٨

قوله عز وعلا: { ليسأل الصادقين عن صدقهم } الآية: ٨

قال عبد الواحد بن زيد: الصدق والوفاء للّه بالعمل.

قال بعضهم: الصدق أن لا تحزن على المفقود ما دام ذكر المعبود موجودا.

وقال القاسم: لا سؤال أصعب من سؤال الصادق عن صدقه فإنه يطلب بصدق

القدسي وعجز المخلوقين اجمع عن الصدق فكيف يجيبون عن صدق الصدق.

وقال الواسطي رحمة اللّه عليه: { ليسأل الصادقين عن صدقهم } الباطن منه أن

يسألهم عن التوسل إلى من لا وسيلة إليه إلا به عندها تذوب حسوسهم وتنقطع أعمالهم

وصار صدقهم كذبا وصفاؤهم كدرا واستوحشوا من مطالعته فضلا عن التزيين به

وذكره.

وقال عبد العزيز المكي: ليسال الموحدين عن صدق توحيدهم. وقال: ليسأل

الصادقين ظاهرا عن صدق بواطنهم.

وقال محمد بن علي الترمذي: إذا استوت اقدام الأنبياء في الآخرة في صفها { يسئل الصادقين عن صدقهم } فاحتاجت إذ ذاك الأنبياء إلى عفو اللّه وتقدم محمد صلى اللّه عليه

وسلم امامهم

بخطوة الصدق الذي أتى به بارزا على الأنبياء اجمع وهو مقام الوسيلة.

وقال الجنيد رحمة اللّه عليه: الصدق تحري موافقة اللّه في كل حال.

وقال النهرجوري: الصدق موافقة الحق في السر والعلانية وحقيقة صدق القول في

مواطن الهلكة.

سمعت أبا الفرج الورثاني يقول: سمعت محمد بن عبد العزيز يقول: سمعت أبا

عبد اللّه الحسن بن معقل القرشي يقول: لا يشم رائحة الصدق من يداهن نفسه أو

يداهن غيره.

وقال سهل: { ليسأل الصادقين عن صدقهم } يقول اللّه لهم: لمن عملتم؟ أو ماذا

أردتم؟ فيقولون: لك عملنا وإياك أردنا فيقول: صدقتم، فوعزته يقول لهم في

المشاهدة: صدقكم ألذ من نعيم الجنة.

﴿ ٨