٢٢

قوله تعالى: { أفمن شرح اللّه صدره للإسلام } الآية: ٢٢

قال بعضهم: الإيمان خمسة ثم خمسة أولا الشرح والتنوير لقوله: { أفمن شرح اللّه صدره للإسلام } ثم الامتحان لقوله: أولئك الذين امتحن اللّه قلوبهم للتقوى } ثم التحبيب والتزيين لقوله: { حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم } والكتب والتطهير

بقوله: { كتب في قلوبهم الإيمان } و { أولئك الذين لم يرد اللّه أن يطهر قلوبهم }.

والخمس بعد ذلك معرفته بإثباته وأنه واحد لم يزل ولا يزال وليس كمثله شيء والخمس بعدها التصديق بالقول والإقرار باللسان والعمل بالأركان والاستقامة.

قال السياري: تولد الإسلام من الإيمان وتولد الإيمان من المعرفة وتولد المعرفة من

الهداية والنصرة ولا تكون الهداية والنصرة إلا بالشرح والتنوير قال اللّه تعالى: { أفمن شرح اللّه صدره للإسلام }.

وقال علي بن عبد الحميد: الصدر ساحة والفؤاد البيت والقلب بيت المخدع وفيه الضمير مثلها كمثل القنديل فالفؤاد النار والقلب الفتيلة والصدر الدهن فإذا كان الدهن جيدا نظيفا نور نوره وصفى سراجه.

قال الواسطي - رحمة اللّه عليه -: وسع اللّه صدره فاحتمل الذات بعد احتمال

الصفات ما كذب الفؤاد ما رأى العين.

قوله عز وعلا: { فهو على نور من ربه } الآية: ٢٢

على يقين من مشاهدة ربه بالغيبوبة عن الملك والملكوت فلم يبق عليه مقام إلا سلكه

ولا حال إلى استوفاه فلما استوفى الأحوال وجاء على التمام شهد فشاهد فخوطب بأبهم

الخطاب وأبهم عن ذلك الخطاب حين أخبر فقال: ' لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا

ولبكيتم كثيرا '.

وقال عمرو المكي في هذه الآية هو وقوع نظر العبد على عظيم علم الوحدانية

وجلال الربوبية فيعمى بذلك عن كل ملحوظ إليه بعد ذلك.

قال الواسطي في قوله: { أفمن شرح اللّه صدره للإسلام فهو على نور من ربه }

قال: نور الشرح محبة عظيمة لا يحتمله كل أحد إلا المؤيدون بالعناية والرعاية فإن

العناية تصون الجوارح والأشباح والرعاية تصون الحقائق والأرواح.

قال القاسم: أوائل الإيمان الشرح والتنوير والتزيين والشرح في حديث حارثة.

قال الترمذي: أهل اليقين وحدوا اللّه قلبا وقولا وفعلا ووفوا له ذلك بشرح الصدر

الذي من به اللّه عليهم وذلك قوله: { أفمن شرح اللّه صدره للإسلام }.

قال ابن عطاء: من آمن باللّه وصدقه فهو على نور من ربه أي على بيان من ربه.

قال بعضهم: تعرف إليهم حتى عرفوه وبصرهم حتى أبصروه وذلك حين شرح

قلوبهم برؤية الصنع واعمى ابصارهم عن النظر إلى سواه فبشرح الصدر عرفوه وبالعمى

عن غيره أبصروه.

قال القاسم في قوله: { على نور من ربه } قال: الإيمان بالقدر.

قوله عز وعلا: { فويل للقاسية قلوبهم من ذكر اللّه } الآية: ٢٢

قال الحسين: قسوة القلب بالنعم أشد من قسوته بالنسيان والشدة فإنه بالنعمة يشكر

وبالشدة يذكر. وأنشد في معناه:

* قد كنت في نعمة الهوى بطرا

* فأدركتني عقوبة البطر

وقال: من هم بشيء مما اباحه العلم تلذذا عوقب بتضييع العمر وقسوة القلب وتعب

الهم في الدنيا.

وقال: عقوبة القلب الران والقسوة والعمى.

قال يحيى بن معاذ: قسوة القلب من اتباع الهوى.

﴿ ٢٢