٢٨قوله تعالى: { قرآنا عربيا غير ذي عوج } الآية: ٢٨ سئل مالك بن أنس عن هذه الآية فقال: غير مخلوق. قال الواسطي - رحمة اللّه عليه -: إن اللّه خلق الخلق فدعاهم إلى طاعته وقيض لهم عدوا أمكنه منهم وحذرهم بأسه ثم أيدهم بخطابه وحيا وتنزيلا كاملا يكلم القلوب وخطابا يقرع الأفئدة فسماه قرآنا وكتابا مبينا وهدى ورحمة ونورا وشفاء وذكرى وعلما وحكيما ومهيمنا ومباركا وحبلا وعهدا ومستقيما وقيما وصحفا مطهرة فالقرآن ما قرن من الحروف فصار كلاما كلم القلوب أي جرحها واثر عليها والكتاب هو النظام فكيف بنظام رب العالمين نظما والمبين الذي بين للخلق ما فيه والهدى اشتماله بما حشى فيه من عجائب الإشارات والرحمة وقاية تقيك كل سوء والنور قيما لأنوار إيمانك استنار الصدر والشفاء هو شفاء لسقم القلوب والذكر هو الشخوص بالقلب إلى الرب والعلى هو الذي علا الكتب فصار مهيمنا عليه وحكيما فاصلا يقطع الخطاب والحكمة فيها أسراره ومباركا من مهيمنته صار مباركا وحبلا وسببا واتصالا بينه وبين ربه وعهدا عهد إلى صاحبه فيه فنون مباره ومستقيما يقوم تاليه بالتدبر والتفكر وقيما شهيدا على من اتبع لأوامر فيه وصحفا مطهرة تطهر القلوب بركات لمعانة. |
﴿ ٢٨ ﴾