١٠

قوله تعالى: { إنما المؤمنون إخوة } الآية: ١٠

قال بعض الحكماء: بئس الأخ أخ تحتاج أن تعتذر إليه وبئس الأخ أخ تحتاج أن

تستقرضه وبئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له اذكرني في دعائك ومعناه انك إذا كنت من

أخيك على بال فاطلع على حاجتك لم يحوجك إلى السؤال وإذا أحسن الظن بك

عذرك من غير أن تعتذر إليه وهذا حكم الاخوة في اللّه.

سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت جعفر يقول سمعت أبا محمد المغازلي

يقول: من أراد أن تصح اخوته فليحفظ مودة إخوانه القدماء.

سمعت الحسين بن يحيى يقول: سمعت أبا بكر النقاش يقول: سألت الجنيد

رحمة اللّه عليه عن الأخ الحقيقي؟ فقال: هو أنت في الحقيقة إلا أنه غيرك في الهيكل.

وحكى عن أبي عثمان الجريري يقول: اخوة الدين أثبت من اخوة النسب فإن اخوة

النسب تنقطع لمخالفة الدين واخوة الدين لا تنقطع لمخالفة النسب.

وأنشدني عبيد اللّه بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري الزاهد قال: انشد أبو

بكر محمد بن الحسين الآجري قال: أنشدني بعض إخواني وذكر أنها لجعفر بن محمد

الصادق رضوان اللّه عليه:

* أخوك الذي لو جئت بالسيف عائدا

* لتضربه لم يستغشك في الود

*

* ولو جئت تدعوه إلى الموت لم يكن

* يردك إبقاء عليك من الوجد

*

* يرى أنه في الود نزر مقصر

* على أنه قد زاد فيه على الجهد

*

قال بعضهم: الاخوة في الدين ترك العادة الجارية في الرسم والتزام الشفقة والنصيحة

للإخوان ظاهرا وباطنا.

انشدني يوسف بن صالح الدسكوى قال: أنشدني بعض إخواني:

* وقلت أخي قالوا أخ من قرابة

* قلت نعم إن الشكول أقارب

*

* نسيبي في عرفي ورأى ومنصبي

* وإن باعدتنا في الديار المناسب

*

* عجبت لصبري بعده وهو ميت

* وقد كنت ابكيه دما وهو غائب

*

* ألا إنما الأيام قد صرن كلها

* عجائب حتى ليس فيها عجائب

*

سمعت أبا علي البيهقي يقول: سمعت أبا بكر الصولي يقول: سألت بعض الحكماء

من الأخ على الحقيقة؟ فقال: من تلقاه في الغيبة وتأنس بذكره في الخلوة وتعذره من

غير معذرة وتنبسط إليه من غير حشمة ولا تخفى منه ما يعلمه منك وتأمن وأنشدني في

هذا المعنى:

* أبلغ أخاك الإحسان بي حسنا

* إني وان كنت لا ألقاه ألقاه

*

* وإن طرفي موصولا برؤيته

* وإن تباعد عن مثواي مثواه

*

* اللّه يعلم اني لست أذكره

* وكيف اذكره من لست أنساه

*

أنشدني الحسين بن يحيى لأبي بكر بن داود:

* إن أخ الإحسان من يسعى معك

* ومن يضر نفسه لينفعك

*

* ومن إذا ريب الزمان صدعك

* بدد شمل نفسه ليجمعك

*

﴿ ١٠