٣

قوله تعالى: { خلق الإنسان علمه البيان } الآية: ٣

قال الجنيد رحمة اللّه عليه: خص آدم بأن خلقه بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له الملائكة وهو تخصيص الخلقة.

قال سهل في قوله: { علمه البيان } أي الكلام الذي هو ذهن الخلق ونفس الروح فهم العقل وفطنة القلب وعلم النفس الطبع.

قال الواسطي رحمة اللّه عليه: { خلق الإنسان علمه البيان }.

قال: كاشف روحه قديما والبيان لا يكون إلا بكشف ما تقدم وهو كشف ذلك التعليم الذي سبق.

وقال الجنيد: خلق الإنسان جاهل به فعلمه السبيل إليه.

وقال الواسطي رحمة اللّه عليه: الإنسان شيئان ذكر وفكر فإن كان ذكره وفكره إلى حظ نفسه انقطع عن اللّه وإن كان ذكره وفكره للّه وباللّه اتصل باللّه وصفت حسوسه وتفتت من المزاج والكدر وبقى بصفاء قلبه ناظرا إلى ملكوت ربه كلما ازداد فكرا أو ذكرا زاد قربا وعلما.

﴿ ٣