٨قوله تعالى: { في أي صورة ما شاء ركبك } الآية: ٨ قال الواسطي رحمة اللّه عليه: في أي حالة ما شاء قصد بك إليه. وقال بعضهم: أي ضياء الأرواح وظلمتها فمن ركبه في صورة الولاية ليس كمن فطره على نعت العداوة، ومنهم من صورته على صورة العناية والدعاية فذلك العالي الفائق في شرفه، وإن لم يكن اكتسب من شرفه شيئا. وقال بعضهم: في أي حالة ما شاء قصد بك إليه. قال الحسن: من قصده بنفسه صرف عن حظه، ومن قصده به فهو المحجوب عن نفسه لأنه يقول: في أي صورة ما شاء ركبك. أي في أي حالة ما شاء أنشأك لأنه خلق آدم عليه السلام لألطاف بره، وباشره بإعلاء قدره وأظهر الأرواح من بين جلاله، وجماله فخصه بنفخ الروح فيه، وكساه كسوة لولا أنه سيدها لسجد لها كل ما اظهر من الكون فمن رداه برداء الجمال فلا شيء أجمل من كونه، ومن رداه برداء الجلال وقعت الهيبة على شاهده. |
﴿ ٨ ﴾