التحريم{ بسم اللّه الرحمن الرحيم } وهى كلها مدنية آياتها ثلاث عشرة وكلماتها مائتان وتسع وأربعون وحروفها ألف وستون حرفا قوله تعالى ١{ يا أيها النبي } يعنى محمدا صلى اللّه عليه وسلم { لم تحرم ما أحل اللّه لك } نكاحه يعنى نكاح مارية القبطية أم إبراهيم ابن محمد رسول اللّه حرمها النبى صلى اللّه عليه وسلم على نفسه { تبتغي مرضات أزواجك } تطلب رضاء أزواجك عائشة وحفصة بتحريم مارية القبطية { واللّه غفور } لك { رحيم } بتلك اليمين ٢{ قد فرض اللّه } قد بين اللّه { لكم تحلة أيمانكم } كفارة أيمانكم فكفر النبى صلى اللّه عليه وسلم يمينه وضمها إلى نفسه { واللّه مولاكم } حافظكم وناصرك { وهو العليم } بتحريمك مارية القبطية { الحكيم } فيما حكم من الكفارة ٣{ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه } يعنى حفصة { حديثا } كلاما أخبرها فى السر { فلما نبأت به } فلما أخبرت حفصة بسر النبى صلى اللّه عليه وسلم عائشة { وأظهره اللّه عليه } أطلع اللّه نبيه على ما أخبرت حفصة عائشة { عرف بعضه } بين النبى لحفصة بعض ما قالت لعائشة من خلافة أبى بكر وعمر ويقال من خلوته مع مارية القبطية { وأعرض عن بعض } سكت عن بعض تحريمه مارية القبطية على نفسه وعما أخبرها من خلافة أبى بكر وعمر من بعده ولم يعلمها بذلك { فلما نبأها به } أخبر النبى صلى اللّه عليه وسلم حفصة بما قالت لعائشة { قالت } حفصة { من أنبأك هذا } أخبرك بهذا أنى قلت لعائشة { قال } النبى صلى اللّه عليه وسلم { نبأني } أخبرنى { العليم } بما قلت لعائشة { الخبير } بما قلت لك ٤{ إن تتوبا إلى اللّه } توبا إلى اللّه يا عائشة ويا حفصة من إيذائكما رسول اللّه ومعصيتكما له { فقد صغت } مالت { قلوبكما } عن الحق { وإن تظاهرا } تعاونا { عليه } على إيذائه ومعصيته { فإن اللّه هو مولاه } حافظه وناصره ومعينه عليكما { وجبريل } معينه عليكما { وصالح المؤمنين } جملة المؤمنين المخلصين أعوان له عليكما مثل أبى بكر وعمر وعثمان وعلى رضى اللّه عنهم ومن دونهم { والملائكة بعد ذلك } مع هؤلاء { ظهير } أعوان له عليكما ٥{ عسى ربه } وعسى من اللّه واجب { إن طلقكن أن يبدله } يزوجه { أزواجا خيرا منكن } فى الطاعة { مسلمات } مقرات بالألسن { مؤمنات } مصدقات بالألسن والقلوب بإيمانهن { قانتات } مطيعات للّه ولأزواجهن { تائبات } من الذنوب { عابدات } موحدات اللّه { سائحات } صائمات { ثيبات } أيمات مثل آسية بنت مزاحم امرأة فرعون { وأبكارا } مريم بنت عمران أم عيسى ٦{ يا أيها الذين آمنوا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { قوا أنفسكم } ادفعوا عن أنفسكم وقومكم { وأهليكم } وأولادكم ونسائكم { نارا } يقول أدبوهم وعلموهم الخير تقوهم بذلك نارا { وقودها } حطبها { الناس والحجارة } حجارة الكبريت وهى أشد الأشياء حرا { عليها } على النار { ملائكة } يعنى الزبانية { غلاظ } عظماء { شداد } أقوياء { لا يعصون اللّه ما أمرهم } فيما أمرهم من عذاب أهل النار { ويفعلون } يعنى الزبانية { ما يؤمرون ٧{ يا أيها الذين كفروا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { لا تعتذروا اليوم } فإنه لا يقبل معذرتكم { إنما تجزون ما كنتم تعملون } وتقولون فى الدنيا ٨{ يا أيها الذين آمنوا } بمحمد صلى اللّه عليه وسلم والقرآن { توبوا إلى اللّه } من الذنوب { توبة نصوحا } خالصا صادقا من قلوبكم وهو الندم بالقلب والاستغفار باللسان والإقلاع بالبدن والضمير على أن لا يعود إليه أبدا { عسى ربكم } عسى من اللّه واجب { أن يكفر عنكم سيئاتكم } أن يغفر لكم ذنوبكم بالتوبة { ويدخلكم } فى الآخرة { جنات } بساتين { تجري من تحتها } من تحت شجرها ومساكنها { الأنهار } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { يوم } وهو يوم القيامة { لا يخزي اللّه النبي } كما يخزى الكفار يقول لا يعذب اللّه النبى { والذين آمنوا معه } ولا يعذب الذين آمنوا به مثل أبى بكر وأصحابه { نورهم يسعى } يضىء { بين أيديهم } على الصراط { وبأيمانهم يقولون } بعد ما ذهب نور المنافقين { ربنا أتمم لنا } على الصراط { نورنا واغفر لنا } ذنوبنا { إنك على كل شيء } من إتمام النور والغفران { قدير ٩{ يا أيها النبي جاهد الكفار } كفار مكة بالسيف حتى يسلموا { والمنافقين } منافقى أهل المدينة باللسان بالزجر والوعيد { واغلظ عليهم } واشدد على كلا الفريقين بالقول والفعل { ومأواهم } مصير المنافقين والكفار { جهنم وبئس المصير } صاروا إليه جهنم ١٠ثم خوف عائشة وحفصة لإيذائهما النبى صلى اللّه عليه وسلم بامرأة نوح وامرأة لوط فقال { ضرب اللّه } بين اللّه { مثلا } صفة { للذين كفروا } بالمرأتين الكافرتين { امرأة نوح } واهلة { وامرأة لوط } واعلة { كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين } مرسلين { فخانتاهما } فخالفتاهما فى الدين وأظهرتا الإيمان باللسان وأسرتا النفاق بالقلب ولم تخونا بالفجور لأنه لم تفجر امرأة نبى قط { فلم يغنيا عنهما } لم ينفعهما { من اللّه } من عذاب اللّه { شيئا } صلاح زوجيهما مع كفرهما { وقيل ادخلا النار } فى الآخرة { مع الداخلين } فى النار ثم حثهما على التوبة والإحسان بامرأة فرعون آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران فقال ١١{ وضرب اللّه مثلا } بين اللّه صفة { للذين آمنوا } بامرأتين مسلمتين { امرأة فرعون } آسية بنت مزاحم { إذ قالت } فى عذاب فرعون لها { رب ابن لي عندك بيتا في الجنة } لكى يهون على عذاب فرعون { ونجني من فرعون } من دين فرعون { وعمله } عذابه { ونجني من القوم الظالمين } الكافرين فلم يضرها كفر زوجها مع إيمانها وإخلاصها ١٢{ ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها } حفظت فرجها يعنى جيب درعها من الفواحش { فنفخنا فيه من روحنا } فنفخ جبريل فى جيب قميصها بأمرنا فحملت بعيسى { وصدقت بكلمات ربها } بما قال لها جبريل { إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا } { وكتبه } وبكتبه التوراة والإنجيل وسائر الكتب ويقال بكلمات ربها بعيسى ابن مريم أن يكون بكلمة من اللّه كن فصار مخلوقا وبكتابه الإنجيل { وكانت من القانتين } من المطيعين للّه فى الشدة والرخاء ويقال وكانت من القانتين الذى تعالى وتعاظم ومن السورة التى يذكر فيها الملك |
﴿ ٠ ﴾