١٣٢ { يَابَنِيَّ إِنَّ اللّه اصطفى لَكُمُ الدين فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [ ١٣٢ ] . وإنما تعبد اللّه الخلق على حسب طاقاتهن ، والذين قيل لهم : { اتقوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ } [ آل عمران : ١٠٢ ] طولبوا بالتقوى على حسب معرفتهم باللّه ، فكان معنى ذلك ، أي اتقوا اللّه حق تقاته ما قدرتم عليه ، لا أنه رخص في ترك التقوى بتلك الآية : { وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [ آل عمران : ١٠٢ ] أي مسلمون لأمر اللّه بكل حال مفوضون إليه ، والآخرون ردوا إلى الاجتهاد ، فافهم الفرق بين الاثنين في الخطاب ، إذا كان اللفظ متفقاً والمعنى مختلفاً خاص وعام . قال أبو بكر : ثم قال سهل : لو دعا المتقون على المسرفين لهلك الأولون والآخرون منهم ، ولكن اللّه جعل المتقين رحمة للظالمين ليستنقذهم بهم ، فإنّ أكرم الخلق على اللّه عزَّ وجلَّ المتقون كما قال اللّه : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللّه أَتْقَاكُمْ } [ الحجرات : ١٣ ] فمن أراد كرامة اللّه عزَّ وجلَّ فليتَّقِه ، فإنه ينال بالتقوى كرامته ، والدخول إلى جنته ، ويسكن في جواره ، ويفوز فوزاً عظيماً ، وقد قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ( من أصلح سريرته أصلح اللّه علانيته ومن اتقى اللّه في سره قربه وأدناه ) . |
﴿ ١٣٢ ﴾