|
٦٦ قوله : { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التوراة والإنجيل وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } [ ٦٦ ] يعني لو علموا بما أنزل اللّه على محمد صلى اللّه عليه وسلم ، فلو علمت به لبلغت هذه المنزلة كما بلغها من عمل بها ، ولو أقبلت على الرازق لكفيت مؤنة الرزق . ثم قال : ولست أكبر من عمرو بن الليث كان يمر وبين يديه ألف راكب وألف غلام ، في يد كل غلام عمود من ذهب وفضة ، فآل أمره إلى أن حبس في بيت حين حمل إلى الخليفة ، ومنع عنه الطعام والشراب ، وفتح الباب فوجدوه ميتاً ، وفمه مملوء من الجص والآجر من شدة جوعه . ثم قال : إني نصحت لكم ، وإني لكم من الناصحين . وقد حكى مالك بن دينار عن حماد بن سلمة وحماد بن يزيد أنهما دخلا على رابعة فذكرا شيئاً من أمر الدنيا فقالت رابعة : لقد أكثرتما ذكر الدنيا ، ما أظنكما إلاَّ جياعاً ، فإن كنتما جياعاً فاعمدا إلى القدر وذلك الدقيق ، فاصنعا لأنفسكما ما وسوس ، قال بعض من كان معها : لو كان لنا ثوم . فقال حماد : فرأيت رابعة حركت شفتيها ، فما سكتت حتى جاء طير في منقاره رأس ثوم ، فرمى به ومضى . |
﴿ ٦٦ ﴾