١١١

قوله تعالى : { إِنَّ اللّه اشترى مِنَ المؤمنين أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجنة } [ ١١١ ] يعني اشتراها من شهوات الدنيا وما يوجب الاشتغال عن ذكره ، حتى تكون نفسه وماله خالصة له ، فمن لم يبع من اللّه حياته الفانية وشهواته الزائلة ، كيف يعيش مع اللّه تعالى؟ وكيف يحيا حياة طيبة؟ ثم قال :

{ إِنَّ اللّه اشترى مِنَ المؤمنين أَنفُسَهُمْ } [ ١١١ ] بما لا خير فيه ، وعوضهم ما فيه الخير كله ، مع أن ما في الكونين فهو ملكه ، وهذا من غاية لطفه وكرمه بعباده المؤمنين . وقد حكي عن مالك بن دينار أنه مر بقصر يعمر ، فسأل الأجراء عن أجرتهم ، فأجابه كل واحد منهم بما كانت أجرته ، ولم يجبه واحد ، فقال : ما أجرتك؟ فقال : لا أجر لي . فقال : ولم ذلك؟ قال : لأني عبد صاحب القصر . فقال مالك : إلهي ما أسخاك ، الخلق كلهم عبيدك ، كلفتهم العمل ووعدتهم الأجر .

﴿ ١١١