١٥

قوله : { مَن كَانَ يُرِيدُ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ } [ ١٥ ] قال : يعني من أراد بعلمه غير اللّه آتاه اللّه أجر عمله في الدنيا ، فلا يبقى له في الآخرة شيء ، لأنه لم يخلص بعمله للّه لما أحب له من المنزلة في الدنيا ، ولو علم أن اللّه سخر الدنيا وأهلها لطلاب الآخرة لم يراء بعلمه . وقد قيل لسهل : أي شيء أشد على النفس؟ فقال : الإخلاص . قيل : ولِمَ ذلك؟ فقال : لأنه ليس للنفس فيه نصيب . وسئل : هل يدخل الفرائض رياء؟ فقال : نعم ، قد دخل الإيمان الذي هو أصل الفرائض حتى أبطله وصار نفاقاً ، فكيف العمل ، فكل من لم يعب أحد عليه في ظاهره ، ويعلم اللّه خلافه من سره في أي حال كان ، فهو المرائي الذي لا شك فيه .

﴿ ١٠