سورة الرّعد

١١

قوله تعالى : { لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّه } [ ١١ ] يعني ملائكة الليل والنهار يعقب بعضهم بعضاً

{ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّه } [ ١١ ] مقاديره على عبده من خير وشر ، ويشهدون له بالوفاء ، وعليه بالجفاء يوم القيامة .

١٢

قوله تعالى : { هُوَ الذي يُرِيكُمُ البرق خَوْفاً وَطَمَعاً } [ ١٢ ] قال : روي عن ابن عباس رضي اللّه عنه أنه قال : الرعد ملك ، وهو الذي تسمعون صوته ، والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب ، وكذا قال مجاهد . وعن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أنه قال : البرق مخاريق الملائكة ، والرعد صوت ملك . وقال قتادة : الرعد صوت السحاب .

١٣

قوله تعالى : { وَيُسَبِّحُ الرعد بِحَمْدِهِ والملائكة مِنْ خِيفَتِهِ } [ ١٣ ] فأفرد الملائكة ذكراً . وقال عكرمة : الرعد ملك موكل بسحاب يسوقه ، كما يسوق راعي الإبل إبله . وحكى كعب عن عمر رضي اللّه عنه قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : ( إن اللّه ينشئ السحاب فينطق بأحسن النطق ويضحك بأحسن الضحك فمنطقه الرعد ومضحكه البرق ) قاله أبو بكر فقلت له : ما تقول أنت؟ وكان في يوم وابل وصوت رعد شديد ، فقال : هذا خبر رضا اللّه عزَّ وجلَّ ، فكيف خبر غضبه ، نعوذ باللّه من غضبه .

٢٨

قوله تعالى : { أَلاَ بِذِكْرِ اللّه تَطْمَئِنُّ القلوب } [ ٢٨ ] قال : الذكر من العلم السكون ، والذكر من العقل الطمأنينة . قيل : وكيف ذاك؟ قال : إذا كان العبد في طاعة اللّه فهو الذاكر ، فإذا خطر بباله شيء فهو القاطع ، وإذا كان في فعل نفسه فحضر بقلبه ما يدله على الذكر والطاعة فهو موضع العقل . ثم قال : كل من ادعى الذكر فهو على وجهين : قوم لم يفارقهم خوف اللّه عزَّ وجلَّ ، مع ما وجدوا في قلوبهم من الحب والنشاط ، فهم على حقيقة من الذكر ، وهم للّه والآخرة والعلم والسنة . وقوم ادعوا النشاط والفرح والسرور في جميع الأحوال ، فهم للعدو والدنيا والجهل والبدعة ، وهم شر الخلق .

٣٦

قوله تعالى : { قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّه ولا أُشْرِكَ بِهِ } [ ٣٦ ] سئل سهل : متى يصح للعبد مقام العبودية؟ قال : إذا ترك تدبيره ورضي بتدبير اللّه تعالى فيه .

٣٩

قوله تعالى : { يَمْحُوا اللّه مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب } [ ٣٩ ] قال : يمحو اللّه ما يشاء من الأسباب ، ويثبت الأقدار ، وعنده أم الكتاب . قال : القضاء المبرم الذي لا زيادة فيه ولا نقصان .

٤٣

قوله : { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكتاب } [ ٤٣ ] قال سهل : الكتاب عزيز ، وعلم الكتاب أعز ، والعمل به أعز ، والعمل عزيز ، والإخلاص في العمل أعز ، والإخلاص عزيز ، والمشاهدة في الإخلاص أعز ، والمرافقة عزيزة ، والأنس في المرافقة أعز ، والأنس عزيز ، وآداب محل الأنس أعز ، واللّه سبحانه وتعالى أعلم .

﴿ ٠