٣٥

قوله : { إِنَّ المسلمين والمسلمات } [ ٣٥ ] قال : الإيمان أفضل من الإسلام ، والتقوى في الإيمان أفضل من الإيمان ، واليقين في التقوى أفضل من التقوى ، والصدق في اليقين أفضل من اليقين ، وإنما تمسكتم بالأنا فإياكم أن تنفلت من أيديكم . وقال : الإيمان باللّه في القلب ثابت ، واليقين بالصدق راسخ ، فصدق العين ترك النظر إلى المحظورات ، وصدق اللسان في ترك ما لا يعني ، وصدق اليد ترك البطش للحرام ، وصدق الرجلين ترك المشي إلى الفواحش ، وحقيقة الصدق من دوام النظر فيما مضى ، وترك النظر فيما بقي ، وإن اللّه تعالى أعطى الصديقين من العلم ما لو نطقوا به لنفذ البحر من نطقهم ، وهم مختفون لا يظهرون للناس إلا فيما لا بد لهم منه ، حتى يخرج العبد الصالح ، فعند ذلك يظهرون ، ويعلمون العلماء من علومهم .

قوله تعالى : { والذاكرين اللّه كَثِيراً والذاكرات } [ ٣٥ ] قال : الذاكر على الحقيقة من يعلم أن اللّه مشاهده فيراه بقلبه قريباً منه ، فيستحي منه ، ثم يؤثره على نفسه وعلى كل شيء من جميع أحواله . وسئل سهل مرة أخرى : ما الذكر؟ فقال : الطاعة . قيل : ما الطاعة؟ قال : الإخلاص قيل : ما الإخلاص؟ قال : المشاهدة . قيل : ما المشاهدة؟ قال : العبودية . قيل : ما العبودية؟ قال : الرضا . قيل : ما الرضا؟ قال : الافتقار . قيل : ما الافتقار؟ قال : التضرع والالتجاء سلم سلم إلى الممات . وقال ابن سالم : الذكر ثلاث : ذكر باللسان فذاك الحسنة بعشر ، وذكر بالقلب فذاك الحسنة بسبعمائة ، وذكر لا يوزن ثوابه وهو الامتلاء من المحبة .

﴿ ٣٥