|
١٣ قوله تعالى : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض جَمِيعاً مِّنْهُ } [ ١٣ ] قال : إذا سكن قلب العبد إلى مولاه قويت حال العبد ، فسخر له كل شيء ، بل أنس به كل شيء ، حتى الطيور والوحوش . وحكي عن الثوري قال خرجت مع شيبان الراعي إلى مكة فعرض لنا الأسد . فقلت : يا شيبان أما ترى هذا الكلب . فقال : لا تخف . فما هو إلا أن سمع الأسد كلام شيبان الراعي ، حتى جعل يبصبص بذنبه ، فأتاه شيبان فأخذ بأذنه وعركها . فقلت له : ما هذه الشهرة يا شيبان؟ فقال : وأي شهرة ترى يا ثوري ، واللّه لولا مخافة الشهرة ما حملت زادي إلى مكة إلا على ظهره . وكان شيبان يحضر صلاة الجمعة ، فبصر بذئب عند الغنم ، فقال له : اقعد عند الغنم حتى إذا رجعت أعطيتك حملاً ، فرجع من صلاة الجمعة ، فإذا هو بالذئب قاعد يحفظ له الغنم ، فأعطاه حملاً له . وكان سهل يقول لشاب يصحبه : إن كنت تخاف السباع فلا تصحبني . وسئل سهل : كيف يدرك الرجل منزلة الكرامات؟ فقال : من زهد في الدنيا أربعين يوماً صادقاً مخلصاً فقد ظهرت الكرامات من اللّه عزَّ وجلَّ له ، ومن لم تظهر له فهو لما فقد من زهده من الصدق والإخلاص ، أو كلاماً نحو هذا . |
﴿ ١٣ ﴾