|
٤ قوله تعالى : { هُوَ الذي أَنزَلَ السكينة فِي قُلُوبِ المؤمنين } [ ٤ ] يعني الطمأنينة . فأول ما كاشف اللّه به عباده المعارف ، ثم الوسائل ، ثم السكينة ، ثم البصائر . فمن كاشفه الحق بالبصائر عرف الأشياء بما فيها من الجواهر ، كأبي بكر الصديق رضي اللّه عنه ما أخطأ في نطق . قوله : { وَللّه جُنُودُ السماوات والأرض } [ ٤ ] قال : جنوده مختلفة ، فجنوده في السماء الأنبياء ، وفي الأرض الأولياء؛ وجنوده في السماء القلوب ، وفي الأرض النفوس؛ ما سلط اللّه عليك فهو من جنوده؛ وإن سلط اللّه عليك نفسك أهلك نفسك بنفسك ، وإن سلط عليك جوارحك أهلك جوارحك بجوارحك ، وإن سلط نفسك على قلبك قادتك إلى متابعة الهوى ، وإن سلط قلبك على نفسك وجوارحك زمها بالأدب ، وألزمها العبادة ، وزينها بالإخلاص في العبودية ، فهذا كله جنود اللّه . |
﴿ ٤ ﴾