|
١٩ قوله تعالى : { وفي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ والمحروم } [ ١٩ ] قال : يعني الصدقة على من طلبها منهم ومن لم يطلبها . وقال الحسن البصري : أدركت أقواماً إن كان الرجل ليعزم على أهله أن لا يردوا سائلاً ، ولقد أدركت أقواماً إن كان الرجل ليخلف أخاه في أهله أربعين عاماً ، وإن أهل البيت يبتلون بالسائل ، ما هو من الجن ولا من الإنس ، وإن الذين كانوا من قبلكم كانوا يأخذون من الدنيا بلاغاً ، ويبتاعون بالفضل أنفسهم . رحم اللّه امرأ جعل العيش عيشاً واحداً ، فأكل كسرة ولبس خلقاً ، ولزق بالأرض ، واجتهد في العبادة ، وبكى على الخطيئة ، وهرب من العقوبة ، وابتغى الرحمة ، حتى يأتي عليه أجله وهو كذلك . وحكي أن رجلاً أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال : يا رسول اللّه ما لي لا أحب الموت ، جعلني اللّه فداك؟ فقال : ( هل لك مال؟ ) قال : نعم . قال : ( قدم مالك ) قال : لا أطيق ذلك يا رسول اللّه . قال : ( فإن قلب المرء مع ماله ، إن قدمه أحب أن يلحقه ، وإن أخره أحب أن يتخلف معه . ) |
﴿ ١٩ ﴾