|
٢١ قوله تعالى : { وفي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } [ ٢١ ] قال : أي في صورها وتقديرها بأحسن التقادير ، وعروقها السائرة فيها كالأنهار الجارية ، وشقوقها من غير ألم وصل إليكم بعدما كنتم نطفاً ، ثم ركبكم من طبق إلى طبق ، أفلا تبصرون هذه القدرة البليغة فتؤمنوا بوحدانيته وقدرته ، وأن اللّه تعالى خلق في نفس ابن آدم ألفاً وثمانين عبرة ، فثلاثمائة وستون منها ظاهرة ، وثلاثمائة وستون منها باطنة ، لو كشف عنها لأبصرتم ، وثلاثمائة وستون منها غامضة لا يعرفها إلا نبي أو صديق ، لو بدت منها عبرة لأهل العقول لوصلوا إلى الإخلاص ، فإن اللّه تعالى حجب قلوب الغافلين عن ذكره باتباعهم الشهوات عن هذه العبر ، فكشف قلوب العارفين به عنها فأوصلهم إليه . |
﴿ ٢١ ﴾