١٢

قوله تعالى : { يَوْمَ تَرَى المؤمنين والمؤمنات يسعى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم } [ ١٢ ] قال : نور المؤمن يسعى بين يديه ، له هيبة في قلوب الموافقين والمخالين ، يعظمه الموافق ويعظم شأنه ، ويهابه المخالف ويخافه ، وهو النور الذي جعله اللّه تعالى لأوليائه ، ولا يظهر ذلك النور لأحد إلا إن انقاد له وخضع ، وهو من نور الإيمان ، ثم وصف المنافقين أنهم يقولون لهم :

{ انظرونا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ } [ ١٣ ] فنمضي معكم على الصراط فإنا في الظلمة ، فتقول لهم الملائكة :

{ ارجعوا وَرَآءَكُمْ فالتمسوا نُوراً } [ ١٣ ] بعقولكم التي كنتم تدبرون بها أموركم في الدنيا ، فيرجعون إلى ورائهم ، فيضرب اللّه بين أنفسهم وبين عقولهم سوراً وقد ستر الخيرة ، فلا يصلون إلى طريق هدى ، حتى إذا انتهوا في السير على الصراط سقطوا في جهنم خالدين فيها .

﴿ ١٢