سورة التغابن

٢

قوله تعالى : { واللّه بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [ ٢ ] هل وافق العمل الطبع والخلقة .

١٤

قوله تعالى : { ياأيها الذين آمنوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فاحذروهم } [ ١٤ ] قال : من حملك من أزواجك وأولادك على جمع الدنيا والركون إليها فهو عدو لك ، ومن حثك على بذلها وإنفاقها ، ودلك على القناعة والتوكل فليس بعدو لك .

وحكي عن الحسن أنه قال : يا ابن آدم ، لا يغرنك من حولك من السباع الضارية ابنك وحليلتك وكلالتك وخادمك ، أما ابنك فمثل الأسد في الشدة والصولة ، ينازعك فيما في يدك؛ وأما حليلتك ، فمثل الكلبة في الهرير والبصبصة ، تهر أحياناً وتبصبص أحياناً؛ وأما كلالتك ، فواللّه لدرهم يقع في ميراث أحدهم ، أحب إليه من أن لو كنت أعتقت رقبة؛ وأما خادمك ، فمثل الثعلب في الحيل والسرقة .

وأقول لك يا ابن آدم ، اتق اللّه ، فلا توقر ظهرك بصلاحهم ، فإنما لك خطوات إلى منزلك القابل لأربعة أذرع في ذراعين ، فإذا وضعوك هناك انصرفوا عنك وصرفوا النيات ، وضربوا الدفوف ، وضحكوا بالقهقهة ، وأنت تحاسب بما في أيديهم .

١٥

قوله تعالى : { إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ } [ ١٥ ] قال : إن أعطاك اللّه المال تشاغلت بحفظه ، وإن لم يعطك تشاغلت بطلبه ، فمتى تتفرغ له .

واللّه سبحانه وتعالى أعلم بالصواب .

﴿ ٠