| ٦ قوله تعالى : { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً } [ ٦-٧ ] قال : يعني أنهم يرون المقضي عليهم من الموت والبعث والحساب بعيداً لبعد آمالهم ، ونراه قريباً ، فإن كل كائن قريب ، والبعيد ما لا يكون . ثم قال : إن العلماء طلبوا الوسوسة في الكتاب والسنة ، فلم يجدوا لها أصلاً إلا فضول الحلال وفضول الحلال أن يرى العبد وقتاً غير وقته الذي هو فيه وهو الأمل . وقد روي عن حبيش عن ابن عباس رضي اللّه عنهما : ( أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يريق الماء فيتمسح بالتراب فقلت : يا رسول اللّه إن الماء منك لقريب . فقال : لا أدري لعلي لا أبلغه ) وقد قال أسامة : قرباننا إلى شهرين . إن أسامة لطويل الأمل . وسئل سهل : بم ترحل الدنيا من القلب؟ فقال : بقصر الأمل . فقيل : وما قصر الأمل؟ فقال : قطع الهموم بالمضمون ، والسكون إلى الضامن . | 
﴿ ٦ ﴾