سورة الغاشية

٢

قوله تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } [ ٢ ] أي ذليلة ، لأن اللّه تعالى أمرها أن تخشع وتذل وتفتقر إليه في الدنيا ، فلم تفعل ، فأذلها في الآخرة بالذلة الباقية .

٣

قوله تعالى : { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } [ ٣ ] أي عاملة في الدنيا بأنواع البدع والضلالات ، ناصبة في الآخرة بالعذاب في الدركات .

٥

{ تسقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } [ ٥ ] أي من عين صديد قد تناهى حرها كما قال : ( حميم ) أي قد بلغ في الحر منتهاه .

٨

قوله تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ } [ ٨ ] أي نعمة وكرامة .

٩

{ لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } [ ٩ ] في الآخرة .

١٢

قوله تعالى : { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } [ ١٢ ] أي مطردة في عين أخدود .

١٣

{ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ } [ ١٣ ] يعني الفرش مرفوعة ، على كل سرير سبعون فراشاً ، كل فراش في ارتفاع غرفة من غرف الدنيا . قال سهل : ذكر اللّه تعالى هذه النعم ليرغبهم فيها ، ويحذرهم عقوبته على قدر سلطانه ، وكرامته على قدر عظيم شأنه وسلطانه ، فلم ينجع ذلك في قلوب كفار مكة فذكر قدرته كي يعتبروا .

١٧

فقال تعالى : { أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ } [ ١٧ ] وهو في الباطن أمر للمؤمنين بالتذلل والافتقار إليه ، فقال : انظروا إلى الإبل كيف خلقت ، مع خلقتها وقوتها كيف تنقاد لصبي يقودها فلا يكون لها تحير ولا لها دونها اختيار ، فلا تعجز أن تكون لربك كالإبل لصاحبها ، ولهذا قال الرسول صلى اللّه عليه وسلم : ( كن لربك كالجمل الأنف ) ، يعني المطاوع ، واللّه سبحانه وتعالى أعلم .

﴿ ٠