|
٧ { فَإِذَا فَرَغْتَ } [ ٧ ] من صلاتك المكتوبة وأنت جالس { فانصب } [ ٧ ] إلى ربك وارجع إليها ، كما كنت قبل نفس الطبع ، قبل بدوّ الخلق ، فرداً بفرد ، وسراً بسر ، فوهب اللّه له مثل منزلته السابقة في الدنيا ، كما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : ( إن لي مع اللّه وقتاً لا يسعني غيره ) ، هذا باطن الآية ، وظاهرها ما عليه الظاهر . وحكى أبو عمرو بن العلاء فقال : ( هربنا من الحجاج فدخلنا البادية فأقمنا بها دهراً نتردد من حي إلى حي ، فبينا أنا خارج في بعض الأحياء ذات غداة متوزع الخطر مبهم القلب ضيق الصدر ، إذ سمعت شيخاً من الأعراب مجتازاً يقول : [ من الخفيف ] صَبِّرِ النَّفسَ ينجلي كُلّ هَمٍّ ... إنّ في الصبر حيلةَ المُحتالِ ربّما تكره النفوسُ من الشيء ... له فَرجَةٌ كحلِّ العِقالِ فلم يستتم الشيخ إنشاد البيتين حتى رأيت فارساً من بعيد ينادي : قد مات الحجاج . قال : فسألت الشيخ عن الفرجة ، فقال : الفرجة بضم الفاء : في الحائط والعود ونحوهما ، والفرجة بفتح الفاء : في الأمر من الشدة والنوائب . قال أبو عمرو : فلم أدر بأيهما كنت أشد سروراً ، بموت الحجاج أم بهذه الفائدة . واللّه سبحانه وتعالى أعلم . |
﴿ ٧ ﴾